كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر مقتل الوليد بن طريف

صفحة 336 - الجزء 12

  يكسو السّيوف رؤوس الناكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذّبل⁣(⁣١)

  / إذا انتضى سيفه كانت مسالكه ... مسالك الموت في الأبدان والقلل⁣(⁣٢)

  لا تكذبنّ فإنّ المجد⁣(⁣٣) معدنه ... وراثة في بني شيبان لم تزل⁣(⁣٤)

  إذا الشّريكيّ لم يفخر على أحد ... تكلَّم الفخر عنه غير منتحل⁣(⁣٥)

  الزّائديّون قوم في رماحهم ... خوف المخيف وأمن الخائف الوجل⁣(⁣٦)

  كبيرهم لا تقوم الرّاسيات له ... حلما وطفلهم في هدي مكتهل

  اسلم يزيد فما في الملك من أود ... إذا سلمت ولا في الدّين من خلل⁣(⁣٧)

  لولا دفاعك بأس الرّوم إذ مكرت ... عن بيضة الدّين لم تأمن من الثّكل⁣(⁣٨)

  والمارق ابن طريف قد دلفت له ... بعارض للمنايا مسبل هطل⁣(⁣٩)

  لو أنّ غير شريكيّ أطاف به ... فاز الوليد بقدح النّاضل الخصل⁣(⁣١٠)

  ما كان جمعهم لمّا دلفت لهم ... إلَّا كمثل جراد ريع منجفل⁣(⁣١١)

  / كم آمن لك نائي الدّار ممتنع ... أخرجته من حصون الملك والخول⁣(⁣١٢)

  تراه في الأمن في درع مضاعفة ... لا يأمن الدّهر أن يدعى على عجل

  لا يعبق⁣(⁣١٣) الطَّيب خدّيه ومفرقه ... ولا يمسّح عينيه من الكحل

  / يأبى لك الذّمّ في يوميك إن ذكرا ... عضب حسام وعرض غير مبتذل⁣(⁣١٤)


(١) ويروي: «دماء الناكثين». والناكثون: الناقضون للعهد. والذابل من القنا وهي الرماح: الرقيق اللاصق الليط. ويجمع أيضا على ذبل (بضم الذال وتشديد الباء المفتوحة).

(٢) ويروي: «في الأجسام» وانتضى سيفه: سله من غمده. والقلل: جمع قلة، وهي أعلى الشيء، وهي هنا: أعالي الرؤوس.

(٣) في «الديوان» «الحلم».

(٤) كذا في ف والديوان. وفي سائر الأصول: «لم يزل».

(٥) الشريكي: نسبة إلى «شريك» جدّ من أجداد يزيد بن مزيد الممدوح. يقول: إن أفعالهم بادية ظاهرة في الناس، فلا يحتاجون هم إلى النطق بها لإظهارها، فقد كفوا ذلك.

(٦) الزائديون: نسبة إلى «زائدة» جدّ أيضا. وقوله؛ «خوف المخيف» أي خوف من أخاف الناس، يعني الأشرار الذي يخيفون الرعية.

(٧) في «الديوان»: «فما في الدين ... وما في الملك» ويروي: فما في الدين من حرج «أي ضيق والأود: العوج.

(٨) في «الديوان»:

«إذ بكرت ... عن عترة الدين «

أي عن جماعة الإسلام. وفي ط، ج: «لم يأمن». والثكل، بالتحريك، ويجوز أن يكون بضمتين، بتحريك الكاف الساكنة.

(٩) في «الديوان»: «بعسكر» بدل «بعارض». وأسبل السحاب: كثر مطره واتسع.

(١٠) الناضل: المصيب. والخصل مثله.

(١١) في ف «والديوان»: «لما لقيتهم». وفي الديوان: «إلا كمثل نعام».

(١٢) الخول: ما يعطاه المرء من النعم والعبيد والإماء وغيرهم من الحاشية، يقال للواحد والجمع والمذكر والمؤنث، ويقال للواحد خائل. ونائي الدار: بعيدها. يقول: كم من عدوّ قد أمنك لبعد داره عنك وامتناعه بحصونه، قد أخرجته من حصون ملكه ومن بين خوله.

(١٣) كذا في ط و «ديوان مسلم». وفي سائر الأصول: «لم يعبق».

(١٤) العضب هنا: السيف. والحسام: القطاع. يقول: يأبى لك أن يذمك أحد سيف قطاع تقتل به الأعداء، وعرض غير مبتذل للذم؛