خبر مقتل الوليد بن طريف
  يكسو السّيوف رؤوس الناكثين به ... ويجعل الهام تيجان القنا الذّبل(١)
  / إذا انتضى سيفه كانت مسالكه ... مسالك الموت في الأبدان والقلل(٢)
  لا تكذبنّ فإنّ المجد(٣) معدنه ... وراثة في بني شيبان لم تزل(٤)
  إذا الشّريكيّ لم يفخر على أحد ... تكلَّم الفخر عنه غير منتحل(٥)
  الزّائديّون قوم في رماحهم ... خوف المخيف وأمن الخائف الوجل(٦)
  كبيرهم لا تقوم الرّاسيات له ... حلما وطفلهم في هدي مكتهل
  اسلم يزيد فما في الملك من أود ... إذا سلمت ولا في الدّين من خلل(٧)
  لولا دفاعك بأس الرّوم إذ مكرت ... عن بيضة الدّين لم تأمن من الثّكل(٨)
  والمارق ابن طريف قد دلفت له ... بعارض للمنايا مسبل هطل(٩)
  لو أنّ غير شريكيّ أطاف به ... فاز الوليد بقدح النّاضل الخصل(١٠)
  ما كان جمعهم لمّا دلفت لهم ... إلَّا كمثل جراد ريع منجفل(١١)
  / كم آمن لك نائي الدّار ممتنع ... أخرجته من حصون الملك والخول(١٢)
  تراه في الأمن في درع مضاعفة ... لا يأمن الدّهر أن يدعى على عجل
  لا يعبق(١٣) الطَّيب خدّيه ومفرقه ... ولا يمسّح عينيه من الكحل
  / يأبى لك الذّمّ في يوميك إن ذكرا ... عضب حسام وعرض غير مبتذل(١٤)
(١) ويروي: «دماء الناكثين». والناكثون: الناقضون للعهد. والذابل من القنا وهي الرماح: الرقيق اللاصق الليط. ويجمع أيضا على ذبل (بضم الذال وتشديد الباء المفتوحة).
(٢) ويروي: «في الأجسام» وانتضى سيفه: سله من غمده. والقلل: جمع قلة، وهي أعلى الشيء، وهي هنا: أعالي الرؤوس.
(٣) في «الديوان» «الحلم».
(٤) كذا في ف والديوان. وفي سائر الأصول: «لم يزل».
(٥) الشريكي: نسبة إلى «شريك» جدّ من أجداد يزيد بن مزيد الممدوح. يقول: إن أفعالهم بادية ظاهرة في الناس، فلا يحتاجون هم إلى النطق بها لإظهارها، فقد كفوا ذلك.
(٦) الزائديون: نسبة إلى «زائدة» جدّ أيضا. وقوله؛ «خوف المخيف» أي خوف من أخاف الناس، يعني الأشرار الذي يخيفون الرعية.
(٧) في «الديوان»: «فما في الدين ... وما في الملك» ويروي: فما في الدين من حرج «أي ضيق والأود: العوج.
(٨) في «الديوان»:
«إذ بكرت ... عن عترة الدين «
أي عن جماعة الإسلام. وفي ط، ج: «لم يأمن». والثكل، بالتحريك، ويجوز أن يكون بضمتين، بتحريك الكاف الساكنة.
(٩) في «الديوان»: «بعسكر» بدل «بعارض». وأسبل السحاب: كثر مطره واتسع.
(١٠) الناضل: المصيب. والخصل مثله.
(١١) في ف «والديوان»: «لما لقيتهم». وفي الديوان: «إلا كمثل نعام».
(١٢) الخول: ما يعطاه المرء من النعم والعبيد والإماء وغيرهم من الحاشية، يقال للواحد والجمع والمذكر والمؤنث، ويقال للواحد خائل. ونائي الدار: بعيدها. يقول: كم من عدوّ قد أمنك لبعد داره عنك وامتناعه بحصونه، قد أخرجته من حصون ملكه ومن بين خوله.
(١٣) كذا في ط و «ديوان مسلم». وفي سائر الأصول: «لم يعبق».
(١٤) العضب هنا: السيف. والحسام: القطاع. يقول: يأبى لك أن يذمك أحد سيف قطاع تقتل به الأعداء، وعرض غير مبتذل للذم؛