كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي زبيد ونسبه

صفحة 363 - الجزء 12

  صادفت لمّا خرجت منطلقا ... جهم المحيّا كباسل شرس

  تخال في كفّه مثقّفة ... تلمع فيها كشعلة القبس⁣(⁣١)

  / بكفّ حرّان ثائر بدم ... طلَّاب وتر في الموت منغمس

  إمّا تقارن بك الرماح فلا ... أبكيك إلَّا للدّلو والمرس⁣(⁣٢)

  حمدت أمري ولمت أمرك إذ ... أمسك جلز السّنان بالنفس⁣(⁣٣)

  وقد تصلَّيت حرّ نارهم ... كما تصلَّى المقرور من قرس⁣(⁣٤)

  تذبّ عنه كفّ بها رمق ... طيرا عكوفا كزوّر العرس⁣(⁣٥)

  عما قليل علون جثّته ... فهنّ من والغ ومنتهس⁣(⁣٦)

  أخذ دية غلامه ثمن إبله من تغلب وقال شعرا

  فلما فرغ أبو زبيد من قصيدته بعثت إليه بنو تغلب بدية غلامه وما ذهب من إبله، فقال في ذلك:

  ألا أبلغ بني عمرو رسولا ... فإنّي في مودّتكم نفيس

  / هكذا ذكر ابن سلَّام في خبره، والقصيدة لا تدلّ على أنها قيلت فيمن أحسن إليه وودى غلامه وردّ عليه ماله. وفي رواية ابن حبيب:

  ألا أبلغ بني نصر بن عمرو

  وقوله أيضا فيها:

  فما أنا بالضعيف فتظلموني ... ولا جافي اللقاء ولا خسيس⁣(⁣٧)

  أفي حقّ مواساتي أخاكم ... بمالي ثم يظلمني السريس

  - السريس: الضعيف الذي لا ولد له - وهذا ليس من ذلك الجنس. ولعل ابن سلام وهم.

  من المعمرين

  وأبو زبيد أحد المعمّرين، ذكر ابن الكلبي أنه عمر مائة وخمسين سنة.

  أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن ابن الكلبيّ عن أبيه قال: كان طول أبي زبيد ثلاثة عشر شبرا.


(١) مثقفة: ثقف الرمح أي قومه وسواه.

(٢) للدلو: أي لملئها. والمرس: جمع مرسة بالتحريك، وهو الحبل.

(٣) جلز السنان: الحلقة المستديرة في أسفله.

(٤) المقرور: الذي أصابه البرد. والقرس: البرد الشديد.

(٥) الزور: جمع الزائر. والعرس: طعام الوليمة.

(٦) الوالغ: الشارب بأطراف لسانه.

(٧) خسيس: بالرفع عطفا على المحل بجعل ما تميمية، وبالجر عطفا على اللفظ فيكون في البيت إقواه.