أخبار أبي زبيد ونسبه
  كان يدخل مكة متنكرا لجماله
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز وأحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قالا حدثنا محمد بن عبد اللَّه العبديّ أبو بكرة قال حدّثني أبو مسعر الجشميّ عن ابن الكلبيّ قال:
  كان أبو زبيد الطائيّ ممّن إذا دخل مكَّة دخلها متنكرا لجماله.
  منادمته الوليد بن عقبة بعد اعتزال الوليد عليا ومعاوية
  وأخبرني إبراهيم بن محمد بن أيوب قال حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن مسلم قال:
  لما صار الوليد بن عقبة إلى الرّقّة واعتزل عليّا # ومعاوية، صار أبو زبيد إليه، فكان ينادمه، وكان يحمل في كل أحد إلى البيعة مع النصارى. فبينا هو يوم أحد يشرب والنصارى حوله رفع بصره إلى السماء فنظر ثم رمى بالكأس من يده وقال:
  إذا جعل المرء الذي كان حازما ... يحلّ به حلّ الحوار ويحمل(١)
  / فليس له في العيش خير يريده ... وتكفينه ميتا أعفّ وأجمل
  دفن مع الوليد بن عقبة بوصية منه
  ومات فدفن هناك على البليخ(٢). فلما حضرت الوليد بن عقبة الوفاة أوصى أن يدفن إلى جنب أبي زبيد. وقد قيل: إن أبا زبيد مات بعد الوليد؛ فأوصى أن يدفن إلى جنب الوليد.
  [قال ابن الكلبيّ في خبره الذي ذكره إسحاق عنه:
  هرب أبو زبيد من الإسلام فجاور بهراء فاستأجر منهم أجيرا لإبله فكان يقبّله(٣) حلب الجمان والقيس(٤)، وهما ناقتان كانتا له. فلما كان يوم حابس، وهو اليوم الذي التقت فيه بهراء وتغلب خرج أجير أبي زبيد مع بهراء، فقتل وانهزمت بهراء، فمرّ أبو زبيد به وهو يجود بنفسه، فقال فيه هذه القصيدة](٥).
  أخبرني محمد بن يحيى ويحيى بن علي الأبوابيّ المدائنيّ قالا حدّثنا عقبة المطرفيّ قال:
  كنا في الحمام ومعي ابن السّعديّ وأنا أقرأ القرآن، فدخل سعد الرّواسي(٦) فغنى:
  قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس
  فقال ابن السعديّ: اسكت اسكت! فقد جاء حديث يأكل الأحاديث.
  أوصى له الوليد بن عقبة حين احتضر بالخمر ولحوم الخنازير
  [أخبرني عمي والحسن بن عليّ قالا حدّثني العمري قال حدّثني أحمد بن حاتم قال حدّثني محمد بن عمرو
(١) الحوار بالضم والكسر: ولد الناقة قبل أن يفصل عنها. ويقال حل به حلا: جعله يحل.
(٢) البليخ: نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون (انظر «معجم ياقوت»).
(٣) من قولهم قبلت العامل العمل، أي جعلته في كفالته.
(٤) في الأصول: «الحمار والعلس». وانظر ما سبق في صفحة ١٣٥.
(٥) التكملة من نسخة ف.
(٦) ما عدا ف: «الرواس».