كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن أمية وأخيه علي

صفحة 378 - الجزء 12

  عروضه من الكامل. قال ابن الأعرابيّ في تفسير قوله:

  وابن النعامة يوم ذلك مركبي

  ابن النعامة: ظلّ الإنسان أو الفرس أو غيره. قال جرير:

  إذ ظلّ يحسب كلّ شيء⁣(⁣١) فارسا ... ويرى نعامة ظلَّه فيحول⁣(⁣٢)

  / يعني بنعامة ظلَّه جسده. وقال أبو عمرو الشيبانيّ: النّعامة ما يلي الأصابع⁣(⁣٣) في مقدّم الرّجل. يقول:

  مركبي يومئذ رجلي. وقال الجاحظ: ذكر علماؤنا البصريون: أنّ النعامة اسم فرسه. يقول: إنّي أشدّ على ركابي السرج فإذا صار للفرس - وهو الذي يسمّى النعامة - ظلّ وأنا مقرون إليه صار ظله تحتي فكنت راكبا له. وجعل ظلها هاهنا ابنها.

  الشعر للحارث بن⁣(⁣٤) لوذان بن عوف بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. وقال / ابن سلام:

  لخزز⁣(⁣٥) لوذان. ومن الناس من ينسب هذا الشعر إلى عنترة، وذلك خطأ. وأحد من نسبه إليه إسحاق الموصليّ.

  والغناء لعزة الميلاء. وأوّل لحنها:

  لمن الديار عرفتها بالشّربب⁣(⁣٦) ... ذهب الذين بها ولمّا تذهب

  وبعده «إن الرجال».

  وطريقته من خفيف الثقيل الأوّل بالبنصر من روايتي حمّاد وابن المكَّيّ. وفيه للهذيل خفيف ثقيل بالوسطى عن الهشاميّ. وفيه لعريب خفيف رمل. وفيه لعزة المرزوقيّة لحن. وقال هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات:

  هذا اللحن لريق، سلخت لحن «ومخنث شهد الزفاف وقبله» فجعلته لهذا، وهو⁣(⁣٧) لحن محرّك يشبه صنعة ابن سريج وصنعة حكم في محركاتهما، فمن هنا يغلط فيه ويظن أنه قديم الصنعة.

  ابن أبي عتيق يعجب بغناء عزة الميلاء

  أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال حدّثت عن صالح بن حسان قال: كان ابن أبي عتيق معجبا بغناء عزة الميلاء كثير الزيارة لها، وكان يختار عليها قوله:

  لمن الديار عرفتها بالشّربب

  / فسألها يوما زيارته فأجابته إلى ذلك ومضت نحوه، فقال لها بعد أن استقرّ بها المجلس: يا عزة، أحبّ أن تغنيني صوتي الذي أنا له عاشق. فغنته هذا الصوت، فطرب كل الطرب وسر غاية السرور.


(١) في «الديوان»: «كل شخص».

(٢) كذا في ف، وفي سائر الأصول: «إن ضل ... ورأى ...».

(٣) في ب، س: «عامل الأصابع».

(٤) في ف: «للحارث بن لوداد». وفي سائر النسخ: «للحز بن لوذان». والصواب ما أثبتنا من الجمع بينهما.

(٥) كذا في ف، و «الحيوان» للجاحظ (ج ٤ ص ٣٦٣ طبعة الحلبي). وفي سائر الأصول: «الجرور بالراء».

(٦) الشربب: واد في ديار بني ربيعة، وفي س، ب: «الشرنب» تحريف.

(٧) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «وله».