كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب المتوكل الليثي وأخباره

صفحة 382 - الجزء 12

  لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم⁣(⁣١)

  والهمّ إن لم تمضه لسبيله ... داء تضمّنه الضلوع مقيم⁣(⁣٢)

  غنّى في هذه الأبيات سائب خاثر من رواية حماد عن أبيه ولم يجنّسه.

  قال وأنشده أيضا:

  الشّعر لبّ المرء يعرضه ... والقول مثل مواقع النّبل

  منها المقصّر عن رميّته ... ونوافذ يذهبن بالخصل⁣(⁣٣)

  قال وأنشده أيضا:

  /

  إنّنا معشر⁣(⁣٤) خلقنا صدورا ... من يسوّي الصّدور بالأذناب

  قال له الأخطل: ويحك يا متوكل⁣(⁣٥)! لو نبحت الخمر في جوفك كنت أشعر الناس.

  ما قاله في زوجه رهيمة حين طلبت الطلاق

  قال الطوسيّ قال الأصمعيّ: كانت للمتوكل بن عبد اللَّه الكنانيّ امرأة يقال لها رهيمة - ويقال أميمة - وتكنى أمّ بكر، فأقعدت، فسألته الطلاق، فقال: ليس هذا حين طلاق. فأبت عليه، فطلقها، ثم إنها برئت بعد الطلاق، فقال في ذلك:

  /

  طربت وشاقني يا أمّ بكر ... دعاء حمامة تدعو حماما

  فبتّ وبات همّي لي نجيّا ... أعزّى عنك قلبا مستهاما

  إذا ذكرت لقلبك أمّ بكر ... يبيت كأنما اغتبق المداما

  خدلجّة ترفّ غروب فيها ... وتكسو المتن ذا خصل سخاما⁣(⁣٦)

  أبى قلبي فما يهوى سواها ... وإن كانت مودّتها غراما⁣(⁣٧)

  ينام الليل كلّ خليّ همّ ... [وتأبى العين منّي أن تناما

  أراعي التّاليات من الثّريّا]⁣(⁣٨) ... ودمع العين منحدر سجاما⁣(⁣٩)


(١) هذا البيت يروى لأبي الأسود الدؤلي.

(٢) في ف: «قديم».

(٣) الخصل: الخطر، وهو السبق الذي يتراهن عليه.

(٤) في ج: «إنا معشر».

(٥) هذه العبارة، ساقطة من ف.

(٦) الخدلجة: الممتلئة الذراعين والساقين. وترف: تبرق. وغروب الفم: ماؤه. والخصل: جمع خصلة، وهي اللفيفة من الشعر.

والسّخام: اللين الحسن والأسود.

(٧) الغرام: العذاب. وصدر البيت في ج: «أيا قلبي فما تهوى سواها».

(٨) زيادة عن ف.

(٩) ورد هذا الشطر في أكثر النسخ عجزا للبيت السابق وفيه تحريف. والتصويب عن نسخة ف.