كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر كثير وخندق الأسدي

صفحة 396 - الجزء 12

  ويوم الخيل قد سفرت وكفّت ... رداء العصب عن رتل براد⁣(⁣١)

  / - الرتل: الثغر المستوي النبت⁣(⁣٢) -

  وعن نجلاء تدمع⁣(⁣٣) في بياض ... إذا دمعت وتنظر في سواد

  وعن متكاوس في العقص جثل ... أثيت النبت ذي عذر جعاد⁣(⁣٤)

  / وغاضرة الغداة وإن نأتنا ... وأصبح دونها قطر البلاد

  أحبّ ظعينة وبنات نفسي ... إليها لو بللن بها صوادي⁣(⁣٥)

  ومن دون الذي أمّلت ودّا⁣(⁣٦) ... ولو طالبتها خرط القتاد

  وقال الناصحون تحلّ منها ... ببذل قبل شيمتها الجماد

  - تحلّ: أصب. يقال: ما حليت من فلان بشيء ولا تحلَّيت منه بشيء، ومنه حلوان الكاهن والراقي وما أشبه ذلك⁣(⁣٧) -

  فقد وعدتك لو أقبلت ودّا ... فلجّ بك التدلَّل في تعاد⁣(⁣٨)

  فأسررت الندامة يوم نادى ... بردّ جمال غاضرة المنادى

  تمادى البعد دونهم فأمست ... دموع العين لجّ بها التّمادي

  لقد منع الرقاد فبتّ ليلي ... تجافيني الهموم عن الوساد

  عداني أن أزورك غير بغض ... مقامك بين مصفحة شداد⁣(⁣٩)

  وإني قائل إن لم أزره ... سقت ديم السواري والغوادي

  محلّ أخي بني أسد قنونى ... فما والى إلى برك الغماد⁣(⁣١٠)

  / مقيم بالمجازة⁣(⁣١١) من قنونى ... وأهلك بالأجيفر والثماد⁣(⁣١٢)

  فلا تبعد فكل فتى سيأتي ... عليه الموت يطرق أو يغادي


(١) البراد: البارد. وفي ف: «رداء العضب».

(٢) لم ترد هذه العبارة في ف.

(٣) في ف: «تلمع في بياض».

(٤) المتكاوس: المتراكب. والجثل: الشعر الكثير. والأثيت: الكثير العظيم. والعذرة: الناصية؛ وقيل: الخصلة من الشعر.

(٥) في ط: «لو تلين لها».

(٦) في ف: «أملت منها».

(٧) العبارة: «وما أشبه ذلك» ساقطة من ح، ف.

(٨) في ف: «في بعاد». والتعادي: التباعد.

(٩) المصفحة: العريضة، ويريد حجارة القبر.

(١٠) برك الغماد: موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر.

(١١) المجازة: منزل من منازل طريق البصرة.

(١٢) الأجيفر: موضع في أسفل السبعان من بلاد قيس. والثماد: موضع في ديار بني تميم.