يوم الكلاب الأول وقتل شرحبيل
  يا بن أمي ولو شهدتك إذ تد ... عو تميما، وأنت غير مجاب
  لتركت الحسام تجري ظباه(١) ... من دماء الأعداء يوم الكلاب
  ثم طاعنت من ورائك حتى ... تبلغ الرّحب أو تبزّ(٢) ثيابي
  يوم ثارت بنو تميم وولَّت ... خيلهم يتّقين بالأذناب
  ويحكم يا بني أسيّد إنّي ... ويحكم ربّكم وربّ الرّباب
  أين معطيكم الجزيل وحابي ... كم على الفقر بالمئين الكباب(٣)
  فارس يضرب الكتيبة بالسي ... ف على نحره كنضح الملاب(٤)
  فارس يطعن الكماة جريء ... تحته قارح كلون الغراب
  قال: ولما قتل شرحبيل قامت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم دون عياله، فمنعوهم وحالوا بين الناس وبينهم، ودفعوا عنهم حتى ألحقوهم بقومهم ومأمنهم. ولى ذلك منهم عوف بن شجنة بن الحارث بن عطارد بن عوف بن سعد بن كعب، وحشد له فيه رهطه ونهضوا معه، فأثنى عليهم في ذلك امرؤ القيس بن حجر، ومدحهم به في شعره فقال:
  ألا إنّ قوما كنتم أمس دونهم ... عن استنقذوا جاراتكم آل غدران
  / عوير ومن مثل العوير ورهطه ... وأسعد في يوم الهزاهز صفوان(٥)
  وهي قصيدة معروفة طويلة:
  صوت
  وعين الرّضا عن كلّ عيب كليلة ... ولكنّ عين السخط تبدي المساويا
  وأنت أخي ما لم تكن لي حاجة ... فإن عرضت أيقنت أن لا أخاليا
  الشعر لعبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه الجعفريّ، يقوله للحسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن العباس؛ هكذا ذكر مصعب الزبيريّ. وذكر مؤرّج فيما أخبرنا به اليزيديّ عن عمه أبي جعفر عن مؤرّج - وهو الصحيح - أنّ عبد اللَّه بن معاوية قال هذا الشعر في صديق له يقال له قصيّ بن ذكوان، وكان قد عتب عليه. وأوّل الشعر:
  رأيت قصيا كان شيئا ملفّفا ... فكشّفه التمحيص حتّى بداليا
  فلا زاد ما بيني وبينك بعد ما ... بلوتك في الحاجات إلَّا تنائيا
  والغناء لبنان بن عمرون رمل بالوسطى. وفيه الثقيل الأوّل لعريب من رواية أبي العنبس وغيره.
(١) الظبا: جمع ظبة، حدّ السيف.
(٢) أي تنزع عني بموتي.
(٣) كذا في ف؛ والكباب: الكثير من الإبل، وفي سائر الأصول: «اللباب»، ولباب الإبل: خيارها.
(٤) الملاب: ضرب من الطيب؛ أو الزعفران.
(٥) أسعد: أعان. الهزاهز: الفتن يهتز فيها الناس. عوير وصفوان: رجلان من القوم الذين ذكر أنهم منعوه وتحرّم بهم. وفي البيت إقواء.