كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن معاوية ونسبه

صفحة 423 - الجزء 12

  فمّما روى عنه ما حدّثنيه حامد بن محمد بن شعيب البلخيّ وأحمد بن محمد بن الجعد قالا حدّثنا محمد بن بكَّار قال حدّثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد اللَّه بن جعفر قال: رأيت النبيّ يأكل البطَّيخ بالرّطب.

  رآه النبيّ يلعب فداعبه

  حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدّثنا يحيى بن الحسن قال حدّثنا سلمة بن شبيب قال حدّثنا عبد الرزاق قال أخبرني ابن يحيى وعثمان بن أبي سليمان قالا:

  مرّ النبيّ بعبد اللَّه بن جعفر وهو يصنع شيئا من طين من لعب الصبيان فقال: «ما تصنع بهذا»؟ قال:

  أبيعه، قال: «ما تصنع بثمنه»؟ قال: أشتري به رطبا فآكله؛ فقال النبيّ : «اللهم بارك له في صفقة يمينه». فكان يقال: ما اشترى شيئا إلا ربح فيه.

  تعرّض له الحزين بالعقيق وطلب منه ثيابا

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء والطَّوسيّ قالا حدّثنا الزبير بن بكَّار قال حدّثني عمي مصعب عن جدّي عبد اللَّه بن مصعب:

  أنّ الحزين قمر⁣(⁣١) في العقيق في غداة باردة ثيابه، فمرّ به عبد اللَّه بن جعفر وعليه مقطَّعات خزّ؛ فاستعار الحزين من رجل ثوبا، ثم قال إليه فقال:

  /

  أقول له حين واجهته ... عليك السلام أبا جعفر

  فقال: وعليك السلام؛ فقال:

  فأنت المهذّب من غالب ... وفي البيت منها الذي تذكر

  فقال: كذبت يا عدوّ اللَّه؛ ذاك رسول اللَّه ، فقال:

  فهذي ثيابي قد أخلقت ... وقد عضّني زمن منكر

  قال: هاك ثيابي، فأعطاه ثيابه.

  قال الزبير قال عميّ: أما البيت الثاني فحدثنيه عميّ عن الفضل بن الربيع عن أبي، وما بقي فأنا سمعته من أبي.

  تعرّض له أعرابي هو على سفر عطاه راحلة بما عليها

  حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال أخبرنا يحيى بن الحسن قال:

  بلغني أن أعرابيا وقف على مروان بن عبد الحكم أيام الموسم بالمدينة فسأله، فقال: يا أعرابيّ، ما عندنا ما نصلك؛ ولكن عليك بابن جعفر. فأتى الأعرابيّ باب عبد اللَّه بن جعفر فإذا ثقله⁣(⁣٢) قد سار نحو مكة، وراحلته بالباب عليها متاعها وسيف معلَّق، فخرج عبد اللَّه من داره وأنشأ الأعرابي يقول:


(١) قمر: غلب في القمار.

(٢) الثقل: المتاع والحشم.