أخبار أبي وجزة ونسبه
  تصيّد ألباب الرجال بدلَّها ... وشيمتها وحشية لا نصيدها
  كباسقة الوسميّ ساعة أسبلت ... تلألأ فيها البرق والبيضّ جيدها(١)
  - الباسقة: التي فضلت غيرها من الغمام وطالت عليه، قال اللَّه تبارك وتعالى: «والنّخل باسقات(٢)» -.
  /
  كبكر تراني فرقدين بقفرة ... من الرمل أو فيحان لم يعس عودها(٣)
  لعمرو الندى عمر بن آل مكدّم ... [كثير عليّات الأمور جليدها](٤)
  [فتى بين مسروج وآل مكدّم](٤) ... وعمرو فتى عثمان طرّا وسيدها(٥)
  حليم إذا ما الجهل أفرط ذا النهي ... على أمره، حامي الحصاة شديدها(٦)
  وما زال ينحو فعل من كان قبله ... من ابائه يجني العلا ويفيدها
  فكم من خليل قد وصلت وطارق ... وقرّبت من أدماء وار قصيدها(٧)
  وذي كربة فرّجت كربة همّه ... وقد ظل مستدّا عليه وصيدها(٨)
  تزوج زينب بنت عرفطة وقال فيها رجزا فأجابته برجز مثله
  أخبرني عمي قال حدّثني العنزيّ قال حدّثنا محمد بن معاوية عن يعقوب بن سلام بن عبد اللَّه بن أبي مسروج قال:
  تزوّج أبو وجزة السعديّ زينب بنت عرفطة بن سهل بن مكدّم المزنيّة فولدت له عبيدا وكانت قد عنّست(٩)، وكان أبو وجزة يبغضها، وإنما أقام عليها لشرفها، فقال لها ذات يوم:
  أعطى عبيدا وعبيد مقنع ... من عرمس محزمها جلنفع(١٠)
  / ذات عساس ما تكاد تشبع ... تجتلد الصحن وما إن تبضع(١١)
(١) الوسمي: مطر الربيع الأوّل. أسلبت: أمطرت.
(٢) هذا التفسير لم يرد إلا في «ف».
(٣) بقرة بكر: فتية. تراني: من الرنو، وهو إدامة النظر مع سكون الطرف. الفرقد: ولد البقرة. فيحان: اسم أرض. عسا: يبس وصلب.
(٤) ما بين المربعين تكملة من ف.
(٥) السيد: الأسد.
(٦) أفرطه: أعجله، والحصاة: العقل.
(٧) ناقة أدماء: بيضاء سوداء المقلتين. وار: سمين. القصيد: سنام البعير إذا سمن. وفي ف: «قريت قرى».
(٨) الوصيد: فناء الدار.
(٩) عنست: طال مكثها في منزل أهلها بعد إدراكها.
(١٠) العرمس: الناقة الصلبة الشديدة. المحزم: ما وضع عليه الحزام، يعني البطن. جلنفع: واسعة البطن.
(١١) عساس: جمع عس (بالضم)، وهو القدح الضخم. اجتلد الإناء: شرب كل ما فيه. والصحن: العس العظيم، وفي جميع الأصول عداف: «الصخر» تصحيف. بضع من الماء وبه: روى وامتلأ.