أخبار أبي نفيس ونسبه
  قال: فسرّ علي # بقوله، ودعا له وقال: بارك اللَّه فيك. قال: فأما الزبير فناشده عليّ # فرجع فقتله بنو تميم، وأما طلحة فناشده وحوحة، وكان صديقه وكان من القرّاء، فذهب لينصرف، فرماه رجل من عسكرهم فقتله.
  فأما ما رواه عن النبيّ ﷺ فكثير، ولكني أذكر منه طرفا كما ذكرت لغيره.
  روى يعلى الحديث عن النبي ﷺ
  أخبرني أحمد بن الجعد قال حدّثني محمد بن عباد المكيّ قال حدّثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى بن منية عن أبيه أنه سمع النبيّ ﷺ يقرأ على المنبر: {ونادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ}. وقد روى يعلى عنه ﷺ حديثا كثيرا اقتصرت منه على هذا لتعرف روايته عنه.
  أقرض يعلى الزبير بن العوام يوم الجمل مالا، فقضاه عنه ابنه عبد اللَّه بعد مقتله
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا محمد بن الحكم عن أبي مخنف قال /: أقرض يعلى بن منية الزبير بن العوّام حين خرج / إلى البصرة في وقعة الجمل أربعين ألف دينار، فقضاها ابن الزبير بعد ذلك لأن أباه قتل يومئذ ولم يقضه إياها.
  قال: ولما صاروا إلى البصرة تنازع طلحة والزبير في الصلاة، فاتفقا على أن يصلي ابن هذا يوما وابن هذا يوما، وقال شاعرهم في ذلك:
  تبارى الغلامان إذ صلَّيا ... وشحّ على الملك شيخاهما
  ومالي وطلحة وابن الزبير ... وهذا بذي الجزع مولاهما(١)
  فأمّهما اليوم غرّتهما ... ويعلى بن منية دلَّاهما(٢)
  رثى يعلى زوجه حين توفيت بتهامة
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكار قال حدّثني محمد بن يحيى عن جدّه عبد الحميد قال:
  كان يعلى بن منية - ويكنى أبا نفيس، وسمعت غير جدّي يقول اسمه يحيى وهو من بني العدوية من بني تميم من بني حنظلة - تزوج امرأة من بني مالك بن كنانة يقال لها زينب، ولهم حلف في بني غفار، وهي من بنات طارق اللاتي يقلن:
  نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق(٣)
  فتوفيت بتهامة فقال يرثيها:
  يا ربّ ربّ الناس لما نحّبوا ... وحين أفضوا من منى وحصبوا(٤)
(١) جزع الوادي: منعطفه.
(٢) أمهما: يعني عائشة أم المؤمنين.
(٣) النمارق: جمع نمرقه وهي البساط.
(٤) نحبوا: ساروا سيرا سريعا دائبا (يعني الحجيج). حصبوا: رموا بالحصباء؛ وهي الجمار.