أخبار سويد بن كراع ونسبه
  ومن تلاقيه بالمعروف معترفا ... إذا اجرهدّ صفا المذموم أو صلدا(١)
  لاقيته مفضلا تندى أنامله ... إن يعطك اليوم لا يمنعك ذاك غدا
  تجيء عفوا إذا جاءت عطيّته ... ولا تخالط ترنيقا ولا زهدا(٢)
  أولاه بالمفخر الأعلى وأعظمه ... خلقا وأوسعه خيرا ومنتفدا(٣)
  إذا تكلَّف أقوام صنائعه ... لاقوا - ولم يظلموا - من دونها صعدا(٤)
  / بحر إذا نكس الأقوام أو ضجروا ... لاقيت خير يديه دائما رغدا(٥)
  لا يحسب المدح خدعا حين تمدحه ... ولا يرى البخل منهاة له أبدا
  إنّي لرافدة ودّي ومنصرتي ... وحافظ غيبه إن غاب أو شهدا
  صوت
  حنتني حانيات الدهر حتّى ... كأنّي خاتل يدنو لصيد
  قريب الخطو يحسب من رآني ... - ولست مقيّدا - أنّي بقيد
  عروضه من الوافر. الخاتل: الذي يتقتّر(٦) للصيد وينحني حتى لا يرى. ويقال لكل من أراد خداع صيد أو إنسان: خلته، ورّى أمره فلم يظهره. ومن رواه: «كأني حابل» فإنه يعني الذي ينصب حبالة للصيد. الشعر لأبي الطَّمحان القيني. والغناء لإبراهيم ما خوريّ وهو خفيف الثقيل الثاني بالوسطى. وذكر ابن حبيب أن هذا الشعر للمسجاح بن سباع الضبيّ، فإن كان ذلك على ما قال فلأبي الطمحان ممّا يغنّي فيه من شعره ولا يشكّ فيه أنّه له قوله:
  صوت
  أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللَّيل حتى نظَّم الجزع ثاقبه
  الغناء لعريب ثاني ثقيل وخفيف رمل، وذكر ابن المعتزّ أن خفيف الرمل لها، وأن الثقيل الثاني لغيرها.
  ، تم الجزء الثاني عشر ويليه الجزء الثالث عشر وأوّله أخبار أبي الطمحان القينيّ
(١) اجرهدت الأرض: لم يوجد فيها نبت ولا مرعى. صلد الزند: صوّت ولم يور، ويقال للبخيل: صلدت زناده.
(٢) الترنيق: التكدير، والزهد: القلة.
(٣) يقال في ماله منتقد، أي سعة.
(٤) الصعد: المشقة.
(٥) نكس رأسه: طأطأه.
(٦) يتقتر: يتهيأ.