كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأسود ونسبه

صفحة 21 - الجزء 13

  شعر لأخيه حطائط وقد لامته أمه على جوده

  وذكر محمّد بن حبيب، عن ابن الأعرابيّ، عن المفضّل: أن الأسود كان له أخ يقال له حطائط بن يعفر شاعر، وأن ابنه الجرّاح كان شاعرا أيضا. قال: وأخوه حطائط الَّذي قال لأمّهما رهم بنت العبّاب، وعاتبته على جوده فقال:

  تقول ابنة العبّاب رهم حربتني ... حطائط لم تترك لنفسك مقعدا⁣(⁣١)

  إذا ما جمعنا صرمة بعد هجمة ... تكون علينا كابن أمّك أسودا⁣(⁣٢)

  فقلت ولم أعي الجواب: تأمّلي ... أكان هزالا حتف زيد وأربدا⁣(⁣٣)

  أريني جوادا مات هزلا لعلَّني ... أرى ما ترين أو بخيلا مخلَّدا

  ذريني أكن للمال ربّا ولا يكن ... لي المال ربا تحمدي غبّه غدا

  / ذريني فلا أعيا بما حلّ ساحتي ... أسود فأكفى أو أطيع المسوّدا

  ذريني يكن مالي لعرضي وقاية ... يقي المال عرضي قبل أن يتبدّدا

  أجارة أهلي بالقصيمة لا يكن ... عليّ - ولم أظلم - لسانك مبردا⁣(⁣٤)

  صوت

  أعاذلتي ألا لا تعذلينا ... أقلَّي اللوم إن لم تنفعينا

  فقد أكثرت لو أغنيت شيئا ... ولست بقابل ما تأمرينا

  الشعر لأرطاة بن سهيّة، والغناء لمحمد بن الأشعث، خفيف رمل بالبنصر، من نسخة عمرو بن بانة.


(١) حربتني: سلبتني مالي.

(٢) في «الحماسة» (طبع أوروبا ص ٧٥٥): «أفدنا» بدل جمعنا. والصرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين. والهجمة: أربعون من الإبل إلى سبعين فما دون المائة. فإذا بلغت المائة فهي الهنيدة. وقد روى «عليها» وفي الأصول: «علينا». يريد: تعود عليها سالكا طريق أخيك الأسود بن يعفر في السخاء بذلك المال.

(٣) يقول: إن زيدا وأربد من كرام قومنا لم يموتا من هزال. وفي «الحماسة»: «نهد» بدل «زيد». وفيها أيضا: «وقيل إن بهذا وأربد كانا أخوين لحطائط».

(٤) القصيمة: (بالفتح ثم الكسر) الرملة التي تنبت الغضى. وفي «معجم البلدان»: القصيمة بلفظ التصغير، ويضاف فيقال قصيمة الطرّاد.

قال الأسود بن يعفر:

بالجوّ فالأمراج حول مرامر ... فبضارج فقصيمة الطرّاد