كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أرطأة ونسبه

صفحة 27 - الجزء 13

  أعوج⁣(⁣١) بأصحابي عن القصد⁣(⁣٢) تعتلي⁣(⁣٣) ... بنا عرض كسريها⁣(⁣٤) المطيّ⁣(⁣٥) العرامس⁣(⁣٦) /

  فقد تركتني لا أعيج⁣(⁣٧) بمشرب ... فأروى ولا ألهو إلى من أجالس

  ومن عجب الأيام أن⁣(⁣٨) كلّ منزل ... لوجزة من أكناف رمّان دارس

  وقد جاورت قصر العذيب⁣(⁣٩) فما يرى ... برمّان إلا ساخط العيش بائس

  طلاب بعيد واختلاف من النوى ... إذا ما أتى من دون وجزة قادس⁣(⁣١٠)

  لئن أنجح الواشون بيني وبينها ... وطال التنائي والنفوس النوافس⁣(⁣١١)

  لقد طالما عشنا جميعا وودّنا ... جميع إذا ما يبتغي الأنس آنس⁣(⁣١٢)

  كذلك صرف الدهر ليس بتارك ... حبيبا ويبقى عمره المتقاعس

  ش / وقال ابن الأعرابيّ: كانت بين أرطاة بن سهيّة وبين رجل من بني أسد يقال له حيان مهاجاة، فاعترض بينهما حباشة الأسديّ فهجا أرطاة فقال فيه أرطاة:

  أبلغ حباشة أني غير تاركه ... حتى أذلَّله إذا كان ما كانا

  الباعث القول يسديه ويلحمه ... كالمجتدي الثّكل إذ حاورت حيانا

  إن تدع خندف بغيا أو مكاثرة ... أدع القبائل من قيس بن عيلانا

  قد نحبس الحقّ حتى ما يجاوزنا ... والحقّ يحبسنا في حيث يلقانا

  نبني لآخرنا مجدا نشيّده ... إنّا كذاك ورثنا المجد أولانا

  وقال ابن الأعرابيّ: وفد أرطاة بن سهيّة إلى الشأم زائرا لعبد الملك بن مروان عام الجماعة⁣(⁣١٣)، وقد هنّاه


(١) أعوج: أميل.

(٢) القصد: استقامة الطريق.

(٣) تعتلي: ترتفع.

(٤) كسرا كل شيء: ناحيتاه.

(٥) المطي: جمع مطية، وهي الناقة الَّتي يركب مطاها أي ظهرها.

(٦) العرامس: جمع عرمس (بالكسر)، وهي الناقة الصلبة الشديدة.

(٧) لا أعيج بمشرب: لا أكترث له ولا أباليه.

(٨) أن هنا: مخففة من الثقيلة.

(٩) العذيب: واد بظاهر الكوفة، أو هو ماء بين القادسية والمغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال. وقصر العذيب: هو القصر الَّذي أشرف منه سعد بن أبي وقاص على جيش المسلمين في قتاله مع جيش الفرس في وقعة القادسية. انظر «معجم ما استعجم للبكري»، و «معجم البلدان لياقوت» و «تاريخ الطبري» (القسم الأوّل ص ٢٣٥١ طبع أوروبا).

(١٠) النوى: النية، والقصد لبلد غير الَّذي أنت مقيم فيه، والبعد والتحول. وقادس: أراد بها القادسية. قال الكميت:

كأني على حب البويب وأهله ... يرى بالجباتين العذيب وقادسا

انظر «معجم ما استعجم» في رسم: «الجأب».

(١١) كذا في ج. والنوافس: جمع نافس، وهو الحاسد. وفي بقية الأصول: «النفائس» وهو تحريف لأن «فعائل» لا يطرد في «فاعل» سواء أكان اسما أو وصفا، وإنما الَّذي يطرد فيه «فواعل». انظر «شرح الأشموني» (ج ٣ ص ١٧٧ طبع بولاق).

(١٢) كذا في ب، س، وفي ط: «إلى ما يبتغي». وفي ج: «إلى من يبتغي».

(١٣) المعروف أن عام الجماعة هو عام ٤١ هـ حينما تنازل الحسن ¥ عن الخلافة إلى معاوية وعبد الملك بن مروان ولي الخلافة سنة ٦٥. وعام الجماعة هنا العام الَّذي فرغ فيه عبد الملك من قتال الزبيريين والخوارج، وقتله عمرو بن سعيد الأشدق وكان يشارك عبد الملك في الخلافة.