أخبار العجير السلولي ونسبه
  فلبّى ليثنيني بثنيي لسانه ... ثقيلين من نوم غلوب الغياطل(١)
  فقلت له قم فارتحل ليس هاهنا ... سوى وقفة السّاري مناخ لنازل
  فقام اهتزاز الرمح يسرو قميصه ... ويحسر عن عاري الذّراعين ناحل(٢)
  / وقال ابن الأعرابيّ: كانت للعجير امرأة يقال لها أمّ خالد، فأسرع في ماله فأتلفه وكان جوادا، ثم جعل يدّان حتى أثقل بالدين ومد يده إلى مالها، فمنعته منه وعاتبته على فعله، فقال في ذلك:
  تقول وقد غالبتها أمّ خالد ... على مالها أغرقت دينا فأقصر(٣)
  أبي القصر من يأوى إذا اللَّيل جنّني ... إلى ضوء ناري من فقير ومقتر
  أيا موقدي ناري ارفعاها لعلَّها ... تشبّ لمقو(٤) آخر الليل مقفر
  أمن راكب أمسى بظهر تنوفة ... أواريك أم من جاري المتنظَّر
  ولا قدر دون الجار إلَّا ذميمة ... وهذا المقاسي ليلة ذات منكر
  تكاد الصّبا تبتزّه من ثيابه ... على الرّحل إلا من قميص ومئزر(٥)
  وماذا علينا أن يخالس ضوءها ... كريم نثاه شاحب المتحسّر(٦)
  - المتحسر: ما انكشف وتجرد من جسمه -
  فيخبرنا عمّا قليل ولو خلت ... له القدر لم نعجب ولم نتخبّر
  صوت(٧)
  سلي الطارق المعترّيا أمّ مالك ... إذا ما أتاني بين قدري ومجزرى(٨)
  أأبسط وجهي أنّه أول القرى ... وأبذل معروفي له دون منكري(٩)
  فلا قصر حتّى يفرج الغيث من أوى ... إلى جنب رحلي كلّ أشعث أغبر(١٠)
  / أقي العرض بالمال التّلاد(١١) وما عسى ... أخوك إذا ما ضيّع العرض يشترى
(١) الغياطل: جمع غيطلة، والغيطلة هنا: غلبة النعاس.
(٢) يسرو قميصه: يلقيه عنه. يقال: سروت الثوب عن سروا وسريته إذا ألقيته عنك ونضوته.
(٣) الإقصار: الامتناع.
(٤) المقوى: الَّذي لا زاد معه، يقال: أقوى الرجل إذا نفد طعامه وفني زاده.
(٥) الصبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش وتبتزه: تجرده. والرحل بالحاء المهملة في ط، ووردت بالجيم في باقي الأصول، وهو تحريف.
(٦) يخالس: ينتهز. والنثا: ما أخبرت به عن الرجل من حسن أو سئ.
(٧) كلمة «صوت» ليس في ب، ج.
(٨) الطارق: الآتي بالليل. والمعتر: الَّذي يطيف بك يطلب ما عندك، سألك أو سكت عن السؤال. والجزر، وردت بفتح الزاي في ط خطأ والصواب كسرها مثل مشرق ومغرب.
(٩) ورد في ج «قبل» بدل «دون».
(١٠) يفرج بكسر الراء.
(١١) التلاد: المال القديم الأصلي الَّذي ولد عندك من مالك أو نتج. وكل مال قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء. وهو التالد والتليد والمتلد.