كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العجير السلولي ونسبه

صفحة 47 - الجزء 13

  يؤدّي إليّ النّيل⁣(⁣١) قنيان ماجد ... كريم ومالي سارحا مال مقتر

  - القنيان⁣(⁣٢): ما اقتنى من المال. يقول: إنه لبذله القرى كأنه موسر، وإذا سرح ماله علم أنه مقتر⁣(⁣٣) -

  إذا متّ يوما فاحضري أمّ خالد ... تراثك من طرف وسيف وأقدر⁣(⁣٤)

  قال ابن حبيب: من الناس من يروي هذه الأبيات الأخيرة الَّتي أوّلها:

  سلي الطارق المعترّ يا أمّ مالك

  لعروه بن الورد، وهي للعجير.

  العجير يفد على عبد الملك فيقيم ببابه

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال حدّثنا علي بن الصّبّاح عن هشام بن محمّد قال: وفد العجير السّلوليّ - وسلول بنو مرّة بن صعصعة - على عبد الملك بن مروان، فأقام ببابه / شهرا لا يصل إليه لشغل عرض لعبد الملك، ثم وصل إليه فلما مثل بين يديه أنشد:

  /

  ألا تلك أمّ الهبرزيّ تبيّنت ... عظامي ومنها ناحل وكسير⁣(⁣٥)

  وقالت تضاءلت الغداة ومن يكن ... فتى قبل عام الماء فهو كبير⁣(⁣٦)

  فقلت لها إنّ العجير تقلَّبت ... به أبطن أبلينه وظهور

  فمنهنّ إدلاجي على كلّ كوكب ... له من عمانيّ النجوم نظير⁣(⁣٧)


(١) النيل والنائل: ما نلته. ورواية ط لهذا الشطر:

يؤدي إليّ الليل قنوان ماجد

وفي مثل هذا المعنى قال الشاعر:

ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل

(٢) يقال بضم القاف وكسرها. وفي ط: «القنوان». وهي صحيحة وقافها مضمونة، بمعنى القنيان.

(٣) في ط: «فقير».

(٤) الطرف هنا: الكريم من الخيل. والأقدر: الفرس الَّذي يجاوز حافرا رجليه مواقع حافري يديه.

(٥) أم الهبرزي: الحمى. هكذا في «لسان العرب» و «تاج العروس» حيث رويا البيت منسوبا للعجير شاهدا على ذلك، مع اختلاف في بعض ألفاظ الشطر الأول. ومثله كذلك ما أورده المحييّ في «ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه» حيث قال: «أم الهبرزي هي الحمى». ثم قال في موضع آخر: «أم الهدبذي، بالدال والذال، هي الداهية والحمى». ثم أورد البيت شاهدا على ذلك، مع اختلاف في بعض ألفاظ الشطر الأول كذلك. ناحل: مهزول دقيق. وفي جميع الأصول: «ناصل»، والتصويب من «لسان العرب» و «تاج العروس» وما يعول عليه. ورواية البيت في «اللسان» و «التاج» (مادة هبرز):

فإن تك أم الهبرزي تمصرت ... عظامي فمنها ناحل وحسير

وتمصرت: اعتصرت. وحسير: تعب. وروايته في (ما يعول عليه):

فمنهن أم الهبرزي تتابعت ... عظامي فمنها ناحل وكسير

والكسير: المكسور.

(٦) عام الماء، قال أبو حنيفة: «إذا كان عام خصيب مشهور بالكلأ والكمأة والجراد سمي عام الماء». انظر «المخصص» (١٠: ١٧).

ورواية البيت في «اللسان» (مادة عوم):

رأتني تحاذبت الغداة ومن يكن ... فتى عام عام الماء فهو كبير

قال في «اللسان» هنا: «فسره ثعلب. فقال: العرب تكرر الأوقات فيقولون: أتيتك يوم يوم قمت، ويوم تقوم». وانظر ما سيأتي في ص ٧٥.

(٧) العماني: المنسوب إلى عمان.