كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العجير السلولي ونسبه

صفحة 48 - الجزء 13

  وقرعي بكفّي باب ملك كأنّما ... به القوم يرجون الأذين نسور⁣(⁣١)

  / ويوم تبارى ألسن القوم فيهم ... وللموت أرحاء بهنّ تدور⁣(⁣٢)

  لو أن الجبال الصّمّ يسمعن وقعها ... لعدن وقد بانت بهنّ فطور⁣(⁣٣)

  فرحت جوادا والجواد مثابر ... على جريه، ذو علة ويسير

  عطاء عبد الملك له لطول مقامه

  فقال له: يا عجير ما مدحت إلَّا نفسك، ولكنّا نعطيك لطول مقامك. وأمر له بمائة من الإبل يعطاها من صدقات بني عامر، فكتب له بها.

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ قال: حدّثنا محمّد بن سعد الكرانيّ قال: حدّثنا العمريّ عن العتبيّ قال: نظر أبي إلى فتى من بني العبّاس يسحب مطرف⁣(⁣٤) خزّ عليه وهو سكران - وكان فتى متهتّكا - فحرك رأسه مليّا ثم قال:

  للَّه درّ العجير السّلوليّ حيث يقول:

  وما لبس الناس من حلَّة ... جديد ولا خلقا يرتدى⁣(⁣٥)

  كمثل المروءة للَّابسين ... فدعني من المطرف المستدى⁣(⁣٦)

  فليس يغيّر فضل الكريم ... خلوقة أثوابه والبلى⁣(⁣٧)

  / وليس يغيّر طبع اللَّئيم ... مطارف خز رقاق السّدى⁣(⁣٨)

  يجود الكريم على كلّ حال ... ويكبو اللئيم إذا ما جرى

  قوله في ابنه الفرزدق

  أخبرني عمّي قال: حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه قال: حدّثني أبو القاسم اللَّهبيّ عن أبي عبيدة قال:

  كان العجير السلولي له ابن يقال له الفرزدق، وفيه يقول العجير:

  ولقد وضعتك غير متّرك ... من جابر⁣(⁣٩) في بيتها الضّخم

  واخترت أمّك من نسائهم ... وأبوك كلّ عذوّر شهم⁣(⁣١٠)


(١) الأذين: الحاجب الَّذي يبلغ إذن الملك للمثول بين يديه، وهو الآذن. والنسور: جمع نسر. وفي ج بالشين المعجمة، وهو تحريف.

والمعنى أن طلاب المغانم يتجمعون على باب الملك مثل تجمع النسور.

(٢) الألسن: جمع لسان، و «اللسان»: المقول يذكر ويؤنث، ففي حالة التذكير يجمع على ألسنة كحصان وأحصنة، وفي حالة التأنيث يجمع على ألسن كذراع وأذرع. (انظر «اللسان» مادة لسن). ورواية البيت في ج:

ويوم تنادي ألسن القوم فيهم ... وللقوم أرحاء بهن تدور

(٣) الفطور: الشقوق جمع فطر بالفتح.

(٤) المطرف (بالضم ويكسر) وأحد المطارف، وهي أردية من خر مربعة لها أعلام.

(٥) الحلة: إزار ورداء، بردا كان أو غيره. ولا تكون حلة إلا من ثوبين أو ثوب له بطانة. وخلق: بال، الذكر والأنثى فيه سواء.

(٦) المستدى هنا: المنسوج.

(٧) الخلوقة، بضم الخاء: البلى. وفي الأصل: «خلوقات».

(٨) السدى من الثوب: ما مدّ منه، وهو خلاف اللحمة.

(٩) من جابر: يريد من قبيلة جابر، وجابر من آباء العجير.

(١٠) العذور: السيء الخلق، القليل الصبر فيما يريده ويهم به.