كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأبيرد ونسبه

صفحة 95 - الجزء 13

  وقد كنت أستعفي إلهي إذا شكا ... من الأجر لي فيه وإن سرّني الأجر

  وما زال في عينيّ بعد غشاوة ... وسمعي عمّا كنت أسمعه وقر⁣(⁣١)

  على أنني أقنى الحياء واتّقي ... شماتة أعداء عيونهم خزر⁣(⁣٢)

  فحياك عنّي الليل والصبح إذ بدا ... وهوج من الأرواح غدوتها شهر⁣(⁣٣)

  سقى جدثا لو أستطيع سقيته ... بأود فروّاه الروافد والقطر⁣(⁣٤)

  ولا زال يرعى من بلاد ثوى بها ... نبات إذا صاب الربيع بها نضر⁣(⁣٥)

  حلفت برب الرافعين أكفّهم ... وربّ الهدايا حيث حلّ بها النحر

  ومجتمع الحجاج حيث توافقت ... رفاق من الآفاق تكبيرها جأر⁣(⁣٦)

  / يمين امرئ آلى وليس بكاذب ... وما في يمين قالها صادق وزر

  لئن كان أمسى ابن المعذّر قد ثوى ... بريد لنعم المرء غيّبه القبر

  / هو الخلف المعروف والدين والتقى ... ومسعر حرب لا كهام ولا غمر⁣(⁣٧)

  أقام فنادى أهله فتحمّلوا ... وصرّمت الأسباب واختلط النّجر⁣(⁣٨)

  فتى كان يغلي اللحم نيئا ولحمه ... رخيص لجاديه إذا تنزل القدر⁣(⁣٩)

  فتى الحيّ والأضياف إن روّحتهم ... بليل وزاد السفر إن أرمل السّفر⁣(⁣١٠)

  إذا جارة حلَّت لديه وفى بها ... فآبت ولم يهتك لجارته ستر⁣(⁣١١)

  عفيف عن السوآت ما التبست به ... صليب فما يلفى لعود به كسر

  سلكت سبيل العالمين فما لهم ... وراء الَّذي لاقيت معدى ولا قصر⁣(⁣١٢)

  وكل امرئ يوما سيلقى حمامه ... وإن نأت الدعوى وطال به العمر

  وأبليت خيرا في الحياة وإنّما ... ثوابك عندي اليوم أن ينطق الشّعر


(١) الوقر: الصمم. وفي الأصول: «وسمعي كما قد أسمعه» صوابه من «الأمالي».

(٢) أقنى الحياء: يقال قنى الحياء قنوا كرضى ورمى: لزمه، كأقنى واقتنى وقني. الخزر: كسر العين خلقة، أو ضيقها.

(٣) الهوج: الشديدة. والأرواح جمع روح: الرياح العاصفة.

(٤) أود بفتح الهمزة وضمها: مكان.

(٥) ثوى: أطال الإقامة أو نزل.

(٦) في «الأمالي»: «تواقفت» بتقديم القاف.

(٧) في «الأمالي»: «هو المرء المعروف». مسعر حرب: مثيرها. والكهام البطيء عن النصرة والغمر: الَّذي لم يجرب الأمور.

(٨) ضرمت بالباء للمجهول: قطعت. يغلي اللحم: يشتريه غاليا، ويقال أيضا يغلى. قال الشاعر:

تغالي اللحم للأضياف نيئا ... وترخصه إذا نضج القدد

والنجر: الأصل.

(٩) الرخيص: أراد به المبذول. والجادي: طالت الجدوى. وهي العطاء.

(١٠) روحتهم: هبت عليهم. وزاد السفر: هو أن يقوم المرء بزاد المسافرين الذين لم يحضروا طعاما. والسفر بسكون الفاء، هم المسافرون. أرمل: نفذ زاده.

(١١) في «الأمالي»:

«وإن جارة حلت إليه وفى لها ... فباتت «

(١٢) معدى: مصرف أو مجاز. والقصر وردت في بعض الأصول «مضر» وهو تحريف، والتصويب عن «ذيل الأمالي» ص ٣.