أخبار ناهض بن ثومة ونسبه
  إذا ما تجمّعنا وسارت حذاءنا ... ربيعة لم يعدل بنا أخوان
  / أليس نبيّ اللَّه منّا محمّد ... وحمزة والعباس والعمران
  ومنا ابن عباس ومنا ابن عمّه ... عليّ إمام الحق والحسنان
  وعثمان والصّدّيق منا وإننا ... لنعلم أن الحقّ ما يعدان
  ومنا بنو العباس فضلا فمن لكم ... هلمّوه أولا ينطقنّ يمان
  ناهض ينشد أيوب بن سليمان قصيدة من شعر جدّه نصيح
  قال: فأنشد ناهض هذه القصيدة أيوب بن سليمان بن علي بالبصرة، وعنده خال له من الأنصار، فلما ختمها بهذا البيت قال الأنصاري: أخرسنا أخرسه اللَّه! وكان جدّه نصيح شاعرا، وهو الَّذي يقول:
  ألا من لقلب في الحجاز قسيمه ... ومنه بأكناف الحجاز قسيم
  / معاود شكوى أن نأت أمّ سالم ... كما يشتكي جنح الظلام سليم(١)
  سليم لصلّ أسلمته لما به ... رقى قلّ عنه دفعها وتميم(٢)
  فلم ترم الدار البريصاء فالصفا ... صفاها فخلَّاها فأين تريم(٣)
  وقفت عليها بازلا ناهجيّة ... إذا لم أزعها بالزمام تعوم(٤)
  كنازا من اللاتي كأنّ عظامها ... جبرن على كسر فهنّ عثوم(٥)
  الفضل بن العباس يتحدث في بداوة ناهض
  أخبرني الحسن بن علي الخفّاف، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم، قال: حدّثني الفضل بن العباس الهاشمي من ولد قثم بن جعفر بن سليمان عن أبيه، قال:
  ناهض يصف وليمة وصف البدوي لما لم يره من قبل
  كان ناهض بن ثومة الكلابيّ يفد على جدّي قثم فيمدحه، ويصله جدّي وغيره، وكان بدويّا جافيا كأنّه من الوحش، وكان طيّب الحديث، فحدّثه يوما: أنهم انتجعوا ناحية الشام، فقصد صديقا له من ولد خالد بن يزيد بن معاوية كان ينزل حلب، فإذا نزل نواحيها أتاه فمدحه، وكان برّا به، قال: فمررت بقرية يقال لها قرية بكر بن عبد اللَّه
(١) السليم: اللديغ.
(٢) الصل: الحية. الرقي: التعاويذ. والتميم: جمع تميمة.
(٣) الخل بالفتح: الطريق النافذ في الرمل. وتريم: تفارق.
(٤) البازل ورد في س، ب بالنون وهو تصحيف، وهو ما كان من الإبل في السنة التاسعة، وليس بعده سن تسمى. في س، ب، ج:
«لم أردها».
(٥) كناز: كثيرة اللحم صلبته. والعثوم: المنجبرة على غير استواء.