أخبار ناهض بن ثومة ونسبه
  فهذي لابن ثومة فانسبوها ... إليه لا اختفاء ولا اكتتاما(١)
  وإن رغمت لذاك بنو نمير ... فلا زالت أنوفهم رغاما(٢)
  قال: يعني بالهذلق الهذلق بن بشير، أخا بني عتيبة بن الحارث بن شهاب، وابنيه علقمة وصباحا.
  فخر ناهض بقومه
  قال: وكانت بنو كعب قد اعتزلت الفريقين فلم تصب كلابا ولا نميرا، فلما ظفرت كلاب قال لهم ناهض:
  /
  ألا هل أتى كعبا على نأي دراهم ... وخذلانهم أنا سررنا بني كعب
  بما لقيت منا نمير وجمعها ... غداة أتينا في كتائبنا الغلب(٣)
  فيالك يوما بالحمى لا نرى له ... شبيها وما في يوم شيبان من عتب
  أقامت نمير بالحمى غير رغبة ... فكان الَّذي نالت نمير من النهب
  رؤوس وأوصال يزايل بينها ... سباع تدلَّت من أبانين والهضب(٤)
  / لنا وقعات في نمير تتابعت ... بضيم على ضيم ونكب على نكب(٥)
  وقد علمت قيس بن عيلان كلَّها ... وللحرب أبناء بأنا بنو الحرب
  ألم ترهم طرّا علينا تحزّبوا ... وليس لنا إلا الرّدينّى من حزب(٦)
  وإنا لنقتاد الجياد على الوجى ... لأعدائنا من لا مدان ولا صقب(٧)
  ففي أي فجّ ما ركزنا رماحنا ... مخوف بنصب للعدا حين لا نصب(٨)
  شعر عمارة في تحريض كعب وكلاب على بني نمير
  أخبرنا جعفر بن قدامة بن زياد الكاتب، قال: حدّثني أبو هفّان، قال: حدّثني غرير بن ناهض بن ثومة الكلابي، قال: كان شاعر من نمير يقال له: رأس الكبش، قد هاجى عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير زمانا، وتناقضا الشعر بينهما مدة، فلما وقعت الحرب بيننا وبين بني نمير قال عمارة يحرّض كعبا وكلابا ابني ربيعة على بني نمير في هذه الحرب الَّتي كانت بينهم، فقال:
  رأيتكما يا بني ربيعة خرتما ... وعوّلتما والحرب ذات هرير(٩)
  وصدقتما قول الفرزدق فيكما ... وكذبتما بالأمس قول جرير
(١) الاكتتام: الاختفاء.
(٢) رغم: ذل. وأنوفهم رغام أي ذليلة.
(٣) في الأصول: «في كتائبها القلب». والغلب: جمع غلباء، وهي العزيزة الممتنعة.
(٤) يزايل: يفرق. الأبانان: جبلان يقال لأحدهما: الأبان الأبيض وهو لبني فزارة، ثم لبني جريد منهم، والأبان الأسود لبني أسد، ثم لبني والبة، ثم للحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. وقال صاحب «اللسان»: «إن الأبيض لبني أسد والأسود لبني فزارة».
(٥) النكب كالنكبة، وهي المصيبة.
(٦) الرديني: الرمح المنسوب إلى (ردينة)، وهي امرأة كانت تقوم الرماح.
(٧) الوجى: الحفا، وهو أن يرق القدم أو الحافر، وفي «الصحاح»: هو الوجع، والمداني: القريب، وكذلك الصقب.
(٨) النصب: يقال نصبه الشر وناصبه، إذا أظهره له.
(٩) خرتما: ضعفتما. وعوّل الرجل: رفع صوته بالبكاء والصياح. وفي كل الأصول: «وعوّدتما».