كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ناهض بن ثومة ونسبه

صفحة 128 - الجزء 13

  فإن أنتما لم تقذعا الخيل بالقنا ... فصيرا مع الأنباط حيث تصير⁣(⁣١)

  تسومكما بغيا نمير هضيمة ... ستنجد أخبار بهم وتغور⁣(⁣٢)

  / قال: فارتحلت كلاب حين أتاها هذا الشعر، حتى أتوا نميرا وهم في هضبات يقال لهنّ واردات⁣(⁣٣)، فقتلوا واجتاحوا، وفضحوا نميرا، ثم انصرفوا، فقال ناهض بن ثومة يجيب عمارة عن قوله:

  يحضضنا عمارة في نمير ... ليشغلهم بنا وبه أرابوا⁣(⁣٤)

  ويزعم أننا حزنا وأنا ... لهم جار المقربة المصاب

  سلوا عن نميرا هل وقعنا ... بنزوتها الَّتي كانت تهاب

  ألم تخضع لهم أسد ودانت ... لهم سعد وضبة والرباب

  ونحن نكرّها شعثا عليهم ... عليها الشّيب منا والشباب

  رغبنا عن دماء بني قريع ... إلى القلعين إنهما اللباب⁣(⁣٥)

  صبحناهم بأرعن مكفهرّ ... يدف كأن رايته العقاب⁣(⁣٦)

  أجشّ من الصواهل ذي دويّ ... تلوج البيض فيه والحراب⁣(⁣٧)

  فأشعل حين حلّ بواردات ... وثار لنقعه ثمّ انصباب⁣(⁣٨)

  صبحناهم بها شعث النواصي ... ولم يفتق من الصبح الحجاب

  / فلم تغمد سيوف الهند حتى ... تعيلت الحليلة والكعاب⁣(⁣٩)

  صوت

  أعرفت من سلمى رسوم ديار ... بالشط بين مخفّق وصحار⁣(⁣١٠)


(١) القذع: الكف والمنع، ومثله القدع، بالدال المهملة. فصيرا في س، ش، وفي ج «فصيروا» وهو تحريف. النبط: جيل من العجم ينزل بين العراقين سموا بذلك لكثرة النبط عندهم وهو الماء، واستعمل في أخلاط الناس وعوامهم، ومنه كلمة نبطية أي عامية، في «تصير» إقواء، وكذلك في «تغور» في البيت التالي.

(٢) تنجد: تأتي نجدا. تغور: تأتي الغور.

(٣) واردات: اسم مكان عن يسار طريق مكة للذاهب إليها، وقال أبو عبيدة إنها عن يمين سميراء، ويوم واردات معروف بين بكر وتغلب قتل فيه بجير بن الحارث بن عباد بن مرة. وفيه يقول المهلهل:

فإني قد تركت بواردات ... بجيرا في دم مثل العبير

(٤) يحضضنا: يحملنا عليهم. أرابوا: تشككوا.

(٥) القلعان: هما صلاءة وشريح ابنا عمرو بن خويلفة بن عبد اللَّه بن الحارث بن نمير.

(٦) الأرعن: يقال جيش رعن أي له فصول. يدف: يدب ويسير بلين.

(٧) الأجش: الغليظ الصوت.

(٨) أشعلت الغارة: تفرقت.

(٩) تعيلت: أهملت لموت عائلها. والكعاب: من نهد ثديها وبرز.

(١٠) الشط: موضع باليمامة. والمخفق: رمل في أسفل الدهناء من ديار بني سعد.