كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المخبل ونسبه

صفحة 131 - الجزء 13

  /

  أشيبان إن تأبى الجيوش بحدّهم ... يقاسون أياما لهنّ حطوب⁣(⁣١)

  ولا همّ إلا البزّ أو كلّ سابح ... عليه فتى شاكي السلاح نجيب⁣(⁣٢)

  يذودون جند الهرمزان كأنّما ... يذودون أوراد الكلاب تلوب⁣(⁣٣)

  فإن يك غصني أصبح اليوم ذاويا ... وغصنك من ماء الشباب رطيب

  فإنّي حنت ظهري خطوب تتابعت ... فمشي ضعيف في الرجال دبيب

  إذا قال صحبي يا ربيع ألا ترى ... أرى الشخص كالشخصين وهو قريب

  ويخبرني شيبان أن لن يعقّني ... تعقّ إذا فارقتني وتحوب⁣(⁣٤)

  / فلا تدخلنّ الدّهر قبرك حوبة ... يقوم بها يوما عليك حسيب⁣(⁣٥)

  - يعني بقوله «حسيب» اللَّه عز ذكره -

  عمر بن الخطاب يأمر بعودة شيبان إلى أبيه

  قال: فلما أنشد عمر بن الخطاب هذه الأبيات بكى ورق له، فكتب إلى سعد يأمره أن يقفل شيبان بن المخبل ويردّه على أبيه، فلما ورد الكتاب عليه أعلم شيبان وردّه فسأله الإغضاء عنه، وقال: لا تحرمنّي الجهاد. فقال له:

  إنّها عزمة من عمر، ولا خير لك في عصيانه وعقوق شيخك. فانصرف إليه، ولم يزل عنده حتى مات.

  رواية أخرى في ذلك

  وأخبرني بهذا الخبر أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار والجوهريّ، قالا:

  حدّثنا عمر بن شبّة أن شيبان بن المخبل كان يرعى إبل أبيه، فلا يزال أبوه يقول: أحسن رعية إبلك يا بنيّ، فيقول: أراحني اللَّه من رعية إبلك. ثم فارق أباه وغزا مع أبي موسى، وانحدر إلى البصرة، وشهد فتح تستر⁣(⁣٦)، فقال: فذكر أبوه⁣(⁣٧) الأبيات، وزاد فيها قوله:

  إذا قلت ترعى قال سوف تريحني ... من الرّعي مذعان العشي خبوب⁣(⁣٨)

  قال: أبو يزيد وحدّثناه عتاب بن زياد، قال: حدّثنا ابن المبارك، قال حدّثنا مسعود عن معن بن عبد الرحمن فذكر نحوه، ولم يقل: شيبان بن المخبّل، ولكنه قال: «انطلق رجل إلى الشام»، وذكر القصة والشعر.

  الزبرقان لا يزوّج أخته خليدة المخبل

  أخبرنا محمّد بن العباس اليزيدي، قال: حدّثني عمّي عبيد اللَّه، عن ابن حبيب، قال: خطب المخبّل السعديّ


(١) حدّهم: سيفهم.

(٢) البز: السلاح. وفي الأصول: «البر». السابح: الفرس يسبح في جريه.

(٣) الهرمزان والهرمز والهارموز: الكبير من ملوك العجم. وتلوب: تحوم.

(٤) تحوب بالحاء المهملة: تأثم.

(٥) الحوبة: الذنب.

(٦) تستر: أعظم مدينة بخوزستان.

(٧) في الأصل: «فقال أبوه فذكر أبوه».

(٨) المذعان: الناقة السلسة المنقادة. والخبوب: من الخب، وهو ضرب من العدو. وفي الأصول: «جنوب» وصححها الشنقيطي بما أثبتناه.