أخبار غيلان ونسبه
  تهديده لامرأته حين ملته
  ونسخت من كتابه، قال: لما أسنّ غيلان وكثرت أسفاره ملَّته زوجته، وتجنّت عليه، وأنكر أخلاقها، فقال فيها:
  يا ربّ مثلك في النّساء غريرة ... بيضاء قد صبّحتها بطلاق
  لم تدر ما تحت الضّلوع وغرّها ... مني تحمّل عشرتي وخلاقي
  ثقيف تنتصر على بني عامر وغيلان يصف تخلف بني نصر عنهم
  ونسخت من كتابه: إنّ بني عامر بن ربيعة جمعوا جموعا كثيرة من أنفسهم وأحلافهم، ثم ساروا إلى ثقيف بالطَّائف، وكانت بنو نصر بن معاوية أحلافا لثقيف، فلما بلغ ثقيفا مسير بني عامر استنجدوا بني نصر، فخرجت ثقيف إلى بني عامر وعليهم يومئذ غيلان بن سلمة بن معتّب، فلقوهم وقاتلتهم ثقيف قتالا شديدا، فانهزمت بنو عامر بن ربيعة ومن كان معهم، وظهرت عليهم ثقيف، فأكثروا فيهم القتل، فقال غيلان في ذلك، ويذكر / تخلف بني نصر عنهم:
  شعره في انتصار ثقيف على عامر
  ودّع بذمّ إذا ما حان رحلتنا ... أهل الحظائر من عوف ودهمانا
  القائلين وقد حلَّت بساحتهم ... جسر تحسحس عن أولاد هصّانا(١)
  والقائلين وقد رابت وطابهم ... أسيف عوف ترى أم سيف غيلانا(٢)
  أغنوا الموالي عنّا لا أبالكم ... إنّا سنعني صريح القوم من كانا(٣)
  لا يمنع الخطر المظلوم قحمته ... حتّى يرى ... بالعين من كانا(٤)
  شعر غيلان في هزيمة خثعم
  ونسخت من كتابه، قال: جمعت خثعم جموعا من اليمن، وغزت ثقيفا بالطائف؛ فخرج إليهم غيلان بن سلمة في ثقيف، فقاتلهم قتالا شديدا، فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأسر عدّة منهم، ثم منّ عليهم وقال في ذلك:
  /
  ألا يا أخت خثعم خبّرينا ... بأيّ بلاء قوم تفخرينا
  جلبنا الخيل من أكناف وجّ ... وليث نحوكم بالدّارعينا(٥)
  رأيناهنّ معلمة رواحا ... يقيتان الصباح ومعتدينا(٦)
(١) هصان: قبيلة. وفي الأصل: «عن أولادها الضانا».
(٢) راب: خثر وفسد. والوطاب: سقاء اللبن.
(٣) الصريح: الخالص النسب. وهذا تصحيح س. وفي سائر النسخ: «سيغنى صريخ».
(٤) القحمة بالقاف تفتح وتضم: الاقتحام في الشيء والمهلكة. وفي كل الأصول بالفاء وهو تحريف. وفي البيت نقص.
(٥) وج: اسم واد بالطائف. وليث، بالكسر: واد بأسفل السراة. وهذا تصحيح س. وفي سائر النسخ: «وليت». والدارعون: لابسو الدروع.
(٦) المعلمة: المميزة. يقيتان، يقال أقات الشيء: قدر عليه. والصباح: الغارة تفجأ صباحا. وهذا تصحيح ش. وفي سائر النسخ:
«يقينان».