كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حاجز ونسبه

صفحة 145 - الجزء 13

  إنّي من إرعادكم وبروقكم ... وإيعادكم بالقتل صمّ مسامعي⁣(⁣١)

  وإني دليل غير مخف دلالتي ... على ألف بيت جدّهم غير خاشع

  ترى البيض يركضن المجاسد بالضّحى ... كذا كلّ مشبوح الذراعين نازع⁣(⁣٢)

  على أيّ شيء لا أبا لأبيكم ... تشيرون نحوي نحوكم بالأصابع

  عمرو بن معد يكرب يطعن حاجزا

  وقال أبو عمرو: أغارت خثعم على بني سلامان وفيهم عمرو بن معديكرب، وقد استنجدت به خثعم على بني سلامان، فالتقوا واقتتلوا، فطعن عمرو بن معديكرب حاجزا فأنفذ فخذه، فصاح حاجز: يا آل الأزد! فندم عمرو وقال: خرجت غازيا وفجعت أهلي. وانصرف، فقال عزيّل الخثعمي يذكر طعنة عمرو حاجزا، فقال:

  أعجز حاجز منّا وفيه ... مشلشلة كحاشية الإزار⁣(⁣٣)

  فعز عليّ ما أعجزت منّي ... وقد أقسمت لا يضربك ضار⁣(⁣٤)

  فأجابه حاجز فقال:

  إن تذكروا يوم القريّ فإنه ... بواء بأيام كثير عديدها⁣(⁣٥)

  / فنحن أبحنا بالشخيصة واهنا ... جهارا فجئنا بالنساء نقودها⁣(⁣٦)

  ويوم كراء قد تدارك ركضنا ... بني مالك والخيل صعر خدودها⁣(⁣٧)

  ويوم الأراكات اللواتي تأخّرت ... سراة بني لهبان يدعو شريدها⁣(⁣٨)

  ونحن صبحنا الحيّ يوم تنومة ... بملمومة يهوى الشجاع وئيدها⁣(⁣٩)

  ويوم شروم قد تركنا عصابة ... لدى جانب الطرفاء حمرا جلودها⁣(⁣١٠)

  فما رغمت حلفا لأمر يصيبها ... من الذل إلا نحن رغما نزيدها

  خثعم تحيط بحاجز وعجوز تسحر سلاحه ثم ينجو

  وقال أبو عمرو: بينما حاجز في بعض غزواته إذ أحاطت به خثعم، وكان معه بشير ابن أخيه، فقال⁣(⁣١١) له: يا بشير، ما تشير؟ قال: دعهم حتى يشربوا ويقفلوا⁣(⁣١٢) ويمضوا ونمضي معهم فيظنّونا بعضهم. ففعلا، وكانت في ساق


(١) الإيعاد: التهديد.

(٢) المجاسد: الثياب المعصفرة بالزعفران.

(٣) المشلشلة: الضربة الَّتي تفيض دما.

(٤) في الأصول: «ما أعجزت دمنى».

(٥) القري: واد. البواء: الكفء، والنظير.

(٦) الشخيصة: اسم مكان.

(٧) كراء: ثنية بالطائف.

(٨) الأراكات: أودية قرب مكة.

(٩) الملمومة: الكتيبة المجتمعة. وفي الأصول: «وبيدها».

(١٠) شروم: قرية كبيرة باليمن بها عيون وكروم. والطرفاء: نخل لبني عامر بن حنيفة باليمامة.

(١١) في ح: «فقال» فقط.

(١٢) يقفلوا في ح: «ينقلوا» وهو تحريف.