أخبار الحصين بن الحمام ونسبه
  وأجرد كالسّرحان يضربه النّدى ... ومحبوكة كالسيّد شقّاء صلدما(١)
  يطأن من القتلى ومن قصد القنا ... خبارا فما يجرين إلا تقحّما(٢)
  / عليهنّ فتيان كساهم محرّق ... وكان إذا يكسو أجاد وأكرما(٣)
  / صفائح بصرى أخلصتها قيونها ... ومطَّردا من نسج داود مبهما(٤)
  جزى اللَّه عنا عبد عمرو ملامة ... وعدوان سهم ما أذلّ وألأما
  فلست بمبتاع الحياة بسبّة ... ولا مرتق من خشية الموت سلَّما
  رثاؤه نعيم بن الحارث
  وقال أبو عبيدة:
  وقتل في تلك الحرب نعيم بن الحارث بن عباد بن حبيب بن وائلة بن سهل، قتلته بنو صرمة يوم دارة موضوع، وكان وادّا للحصين فقال يرثيه:
  قتلنا خمسة ورموا نعيما ... وكان القتل للفتيان زينا
  لعمر الباكيات على نعيم ... لقد جلَّت رزيّته علينا
  فلا تبعد نعيم فكلّ حيّ ... سيلقى من صروف الدهر حينا(٥)
  لومه بني حميس حين فارقوا قومه
  قال أبو عبيدة:
  ثم إن بني حميس كرهوا مجاورة بني سهم ففارقوهم ومضوا، فلحق بهم الحصين بن الحمام فردّهم ولامهم على كفرهم نعمته وقتاله عشيرته عنهم، وقال في ذلك:
  إنّ أمرأ بعدي تبدّل نصركم ... بنصر بني ذبيان حقّا لخاسر(٦)
= ونظائره. والخيل المسومة: الَّتي عليها سمة أي علامة تعرف بها، والمرسلة عليها ركبانها.
(١) السرحان: الذئب، وكذا السيد. والمحبوك: الفرس الشديد الخلق القويّ. والأشق من الحيل: ما يشتق في عدوه ويذهب يمينا وشمالا كأنه يميل في أحد شقيه، والطويل. يقال: فرس أشق، والأنثى شقاء. وفي ب، س: «نيقا» وهو تحريف، والصلدم:
الصلب، والشديد الحافر.
(٢) انقصد الرمح: انكسر نصفين حتى يبين، وكل قطعة قصدة بالكسر والجمع قصد. والخبار من الأرض: ما لان واسترخى وكانت فيه أحجار، وفي ب، س: «جيادا»، وفي ج «شريحا» وهو تحريف. وتقحم الأمر: رمى بنفسه فيه، وفي «المفضليات» و «منتهى الطلب»: «إلا تجشما».
(٣) محرق: لقب الحارث بن عمرو ملك الشام من آل جفنة. وإنما سمي بذلك لأنه أوّل من حرق العرب في ديارهم. فهم يدعون آل محرق؛ وهو أيضا لقب عمرو بن هند لأنه حرق مائة من بني تميم.
(٤) في ب، س: «محكما». والقيون: جمع قين بالفتح، وهو الحداد. ومطردا: أي ودرعا مطردا (والدرع قد تذكر) واطرد الشيء: تبع بعضه بعضا، واطرد الأمر: استقام. والمعنى تتابعت حلقاتها واتصلت، ومبهما: لا مأتى له ولا ثلم فيه.
(٥) فلا تبعد: فلا تهلك. والحين: الموت.
(٦) في البيت خرم.