أخبار قيس بن عاصم ونسبه
  الخيل يعيّره ويكذّبه في قصيدة طويلة:
  ولست بوقّاف إذا الخيل أجحمت ... ولست بكذّاب كقيس بن عاصم(١)
  إسلامه
  ومما روى قيس بن عاصم عن النبيّ ﷺ: حدّثنا حامد بن محمّد بن شعيب البلخيّ قال: حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان الثّوريّ عن الأغرّ المنقريّ عن خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم عن أبيه عن جدّه أنّه أسلم على عهد النبيّ ﷺ، فأمره النبي # أن يغتسل بماء وسدر.
  حديثه مع رسول اللَّه ﷺ
  وحدّثنا حامد قال حدّثنا أبو خيثمة قال حدّثنا جرير عن المغيرة عن أبيه شعبة عن التّوءم قال:
  سأل قيس بن عاصم رسول اللَّه ﷺ عن الحلف، فقال: «لا حلف(٢) في الإسلام، ولكن تمسّكوا بحلف الجاهلية».
  أخبرني عمّي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدّثنا ابن عائشة قال: حدّثني رجل من الرّباب قال:
  ذكر رجل قيس بن عاصم عند النبي ﷺ فقال: لقد هممت أن آتيه فأفعل به وأصنع به، كأنه توعّده. فقال / له النبي ﷺ «إذا تحول سعد دونه بكراكرها»(٣).
  قال: ولما مات قيس رثاه مرداس(٤) بن عبدة بن منبّه فقال:
  وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما
  صوت
  خذ من العيش ما كفى ... ومن الدّهر ما صفا
  حسن الغدر في الأنا ... م كما استقبح الوفا
  صل أخا الوصل إنّه ... ليس بالهجر من خفا
  عين من لا يريد وص ... لك تبدي لك الجفا(٥)
  الشعر لمحمد بن حازم الباهليّ، والغناء لابن القصّار الطَّنبوريّ، رمل بالبنصر. أخبرني بذلك جحظة.
(١) أحجم عنه: كف، كأحجم، وفي الأصول «أجمحت» وهو تحريف - انظر هذا الخبر في «الأغاني» ١٦: ٥٦ ساسى -.
(٢) جاء في «النهاية في غريب الحديث والأثر» ج ١: ص ٢٤٩: «لا حلف في الإسلام: أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق. فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الَّذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله ﷺ:» لا حلف في الإسلام «، وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام كحلف المطيبين وما جرى مجراه فذلك الَّذي قال فيه ﷺ:» وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة «يزيد: من المعاقدة على الخير ونصرة الحق.
وبذلك يجتمع الحديثان. وهذا هو الحلف الَّذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه ما خالف حكم الإسلام. وقيل: المحالفة كانت قبل الفتح، وقوله «لا حلف في الإسلام» قاله زمن الفتح فكان ناسخا.
(٣) كراكر: جمع كركرة، بكسر الكافين؛ وهي الجماعة من الناس.
(٤) تقدم أن هذا الشعر لعبدة بن الطبيب.
(٥) في ب: «من حفا». وفي س: «من جفا».