كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار قيس بن عاصم ونسبه

صفحة 313 - الجزء 14

  الخيل يعيّره ويكذّبه في قصيدة طويلة:

  ولست بوقّاف إذا الخيل أجحمت ... ولست بكذّاب كقيس بن عاصم⁣(⁣١)

  إسلامه

  ومما روى قيس بن عاصم عن النبيّ : حدّثنا حامد بن محمّد بن شعيب البلخيّ قال: حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان الثّوريّ عن الأغرّ المنقريّ عن خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم عن أبيه عن جدّه أنّه أسلم على عهد النبيّ ، فأمره النبي # أن يغتسل بماء وسدر.

  حديثه مع رسول اللَّه

  وحدّثنا حامد قال حدّثنا أبو خيثمة قال حدّثنا جرير عن المغيرة عن أبيه شعبة عن التّوءم قال:

  سأل قيس بن عاصم رسول اللَّه عن الحلف، فقال: «لا حلف⁣(⁣٢) في الإسلام، ولكن تمسّكوا بحلف الجاهلية».

  أخبرني عمّي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدّثنا ابن عائشة قال: حدّثني رجل من الرّباب قال:

  ذكر رجل قيس بن عاصم عند النبي فقال: لقد هممت أن آتيه فأفعل به وأصنع به، كأنه توعّده. فقال / له النبي «إذا تحول سعد دونه بكراكرها»⁣(⁣٣).

  قال: ولما مات قيس رثاه مرداس⁣(⁣٤) بن عبدة بن منبّه فقال:

  وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما

  صوت

  خذ من العيش ما كفى ... ومن الدّهر ما صفا

  حسن الغدر في الأنا ... م كما استقبح الوفا

  صل أخا الوصل إنّه ... ليس بالهجر من خفا

  عين من لا يريد وص ... لك تبدي لك الجفا⁣(⁣٥)

  الشعر لمحمد بن حازم الباهليّ، والغناء لابن القصّار الطَّنبوريّ، رمل بالبنصر. أخبرني بذلك جحظة.


(١) أحجم عنه: كف، كأحجم، وفي الأصول «أجمحت» وهو تحريف - انظر هذا الخبر في «الأغاني» ١٦: ٥٦ ساسى -.

(٢) جاء في «النهاية في غريب الحديث والأثر» ج ١: ص ٢٤٩: «لا حلف في الإسلام: أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق. فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات فذلك الَّذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله :» لا حلف في الإسلام «، وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم وصلة الأرحام كحلف المطيبين وما جرى مجراه فذلك الَّذي قال فيه :» وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة «يزيد: من المعاقدة على الخير ونصرة الحق.

وبذلك يجتمع الحديثان. وهذا هو الحلف الَّذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه ما خالف حكم الإسلام. وقيل: المحالفة كانت قبل الفتح، وقوله «لا حلف في الإسلام» قاله زمن الفتح فكان ناسخا.

(٣) كراكر: جمع كركرة، بكسر الكافين؛ وهي الجماعة من الناس.

(٤) تقدم أن هذا الشعر لعبدة بن الطبيب.

(٥) في ب: «من حفا». وفي س: «من جفا».