أخبار محمد بن حازم ونسبه
  مالي رأيتك لا تدو ... م على المودّة للرجال
  إن كان ذا أدب وظر ... ف قلت ذاك أخو ضلال(١)
  أو كان ذا نسك ودي ... ن قلت ذاك من الثّقال(٢)
  أو كان في وسط من ال ... أمرين قلت يريغ مالي(٣)
  فبمثل ذا - ثكلتك أمّك ... - تبتغي رتب المعالي؟
  خبره مع إبراهيم بن المهدي
  حدّثني الحسن قال حدّثني ابن مهرويه قال: حدّثني الحسن بن عليّ الشيبانيّ قال:
  كان محمّد بن حازم الباهليّ قد نسك وترك شرب النبيذ، فدخل يوما على إبراهيم بن المهديّ، فحادثه وناشده وأكل معه لمّا حضر الطعام، ثم جلسوا للشّراب؛ فسأله إبراهيم أن يشرب، فأبى وأنشأ يقول:
  أبعد خمسين أصبو؟ ... والشّيب للجهل حرب
  سنّ وشيب وجهل! ... أمر لعمرك صعب
  يا بن الإمام فهلَّا ... أيّام عودي رطب!
  / وشيب رأسي قليل ... ومنهل الحبّ عذب
  وإذ سهامي صياب ... ونصل سيفي عضب(٤)
  وإذ شفاء الغواني ... منّي حديث وقرب
  فالآن لمّا رأى بي ال ... عذّال لي ما أحبّوا
  وأقصر الجهل منّي ... وساعد الشّيب لبّ
  وآنس الرّشد منّي ... قوم أعاب وأصبو
  آليت أشرب كأسا ... ما حجّ للَّه ركب
  خبره مع النوشجاني
  حدّثني الحسن قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني الحسن بن أبي السّريّ قال:
  وعد النّوشجانيّ محمّد بن حازم شيئا سأله إيّاه ثم مطله، وعاتبه فلم ينتفع بذلك، واقتضاه(٥)، فأقام على مطله؛ فكتب إليه:
  أبا بشر تطاول بي العتاب ... وطال بي التّردّد والطَّلاب
(١) أي إن كان الرجل ذا أدب.
(٢) النسك مثلثة وبضمتين: العبادة.
(٣) في الأصول «يريع» وهو تصحيف ويريغ: يريد ويطلب.
(٤) صياب: جمع صائب كصاحبه وصحاب. وصائب، يجوز أن يكون من صاب السهم يصوب، أو صاب يصيب، لغة في أصاب.
(٥) اقتضى دينه وتقاضاه بمعنى.