كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن القصار ونسبه

صفحة 328 - الجزء 14

٦ - أخبار ابن القصّار ونسبه

  نسبه

  اسمه فيما أخبرني به أبو الفضل بن برد الخيار⁣(⁣١)، سليمان بن عليّ: وذكره جحظة في كتاب الطَّنبوريّين⁣(⁣٢)، فتلَّه⁣(⁣٣) في نفسه وأخلاقه ومدح صنعته، وقال: مما أحسن فيه قوله:

  أرقت لبرق لاح في فحمة الدّجى ... فأذكرني الأحباب والمنزل الرّحبا

  قال: وهذا خفيف رمل مطلق. ومما أحسن فيه أيضا:

  تعالي نجدّد عهد الصّبا ... ونصفح للحبّ عمّا مضى

  وهو خفيف رمل مطلق أيضا:

  ثلبة جحظة وتنادر عليه

  وذكر أنه كان مع أبيه قصّارا⁣(⁣٤)، وتعلَّم الغناء فبرع فيه. ومن طيّب ما ثلبه به جحظة وتنادر عليه⁣(⁣٥) به - وأراها مصنوعة - أنّه مرّ / يوما على أبيه، ومعه غلام يحمل قاطرميز⁣(⁣٦) نبيذ، وجوامرجة⁣(⁣٧) مذبوحة مسموطة⁣(⁣٨)، فقال:

  الحمد للَّه الَّذي أراني ابني قبل موتي يأكل لحم الجواميرات، ويشرب نبيذ القاطرميزات⁣(⁣٩).

  وحدّث عن بعض جيرانه أنّ ابن القصّار غنّى له يوما بحبل ودلو، وأنّ إسماعيل بن المتوكَّل وهب له مائتي أترجّة⁣(⁣١٠) كانت بين يديه، فباعها بثلاثة دنانير، وأنه يحمل بلبكيذة⁣(⁣١١) إلى دار السلطان، وله فيه خبز وجبن فيأكله،


(١) كذا في الأصول، ويؤيد هذا ما ورد في «معجم البلدان» (في «ناحية» ج ٤: ٧٢٧ طبع أوربة): «قرأت بخط بعض الفضلاء الأئمة وهو أبو الفضل العباس بن علي المعروف بابن برد الخيار» بالراء أيضا. وجاء في «معجم الأدباء» (ج ١: ص ٢٦٩ طبع هندية في ترجمة إبراهيم بن عباس الصولي): «واجتمع هارون بن محمّد بن عبد الملك الزيات وابن برد الخباز» بالزاي.

(٢) أي الضاربين بالطنبور، وهو من آلات الطرب ذو عنق طويل وستة أوتار. فارسي معرّب.

(٣) في الأصول «قبله» وهو تصحيف: يقال: تل فلانا بتلة سوء (بكسر التاء): أي رماه بأمر قبيح.

(٤) القصار والمقصر: محوّر الثياب ومبيضها؛ لأنه يدقها بالقصرة وهي القطعة من الخشب. وحرفته القصارة بالكسر.

(٥) ثلبه: عابه. وجاء في «أساس البلاغة» «وفلان يتنادر علينا»، ومعناه يحدّثنا بالنوادر والملح، وفي الأصول: «وتبادر» وهو تصحيف.

(٦) كلمة فارسية، جاء في «شفاء العليل» ص ١٦٥: «قطرميز: قلة كبيرة من الزجاج معروفة؛ وقال الشاعر:

أنا لا أرتوي بطاس وكاس ... فاسقنيها بالزق والقطرميز

وكذلك جاء في «معجم دوزي»: «قطرميز: إناء زجاجي برقبة قصيرة وفوّهة واسعة». أقول: ومن البيت المذكور يرى أن الطاء ساكنة والراء محركة.

(٧) هكذا في الأصول. وفي الفارسية: «الجوجة: الفروجة». وأكبر ظني أن تلك الكلمة هي المرادة؛ بدليل قوله «مذبوحة مسموطة».

(٨) سمط: نتف شعرها بالماء الحار.

(٩) في ح: «لحم الجوانيرات ... نبيذ القامرطيرات».

(١٠) الأترج: فارسية وعربيته «متك» كفلس انظر كتب اللغة.

(١١) المفهوم من السياق أن تلك الكلمة معناها: حقيبة كان يضع فيها حاجاته. ولعلها كانت من جلد النمر. فالظاهر أن صوابها «بلنكبنة».