كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن الخليل

صفحة 370 - الجزء 14

  خير البرية أنت كلَّهم ... في يومك الغادي وفي أمس

  وكذاك لن تنفكّ خيرهم ... تمسي وتصبح فوق ما تمسي

  للَّه ما هارون من ملك ... برّ السريرة طاهر النفس

  ملك عليه لربّه نعم ... تزداد جدّتها على اللَّبس

  تحكي خلافته ببهجتها ... أنق السرور صبيحة العرس⁣(⁣١)

  من عترة طابت أرومتهم ... أهل العفاف ومنتهى القدس⁣(⁣٢)

  نطق إذا احتضرت مجالسهم ... وعن السفاهة والخناخرس

  إني إليك لجأت من هرب ... قد كان شرّدني ومن لبس⁣(⁣٣)

  / واخترت حكمك لا أجاوزه ... حتى أوسّد في ثرى رمسي⁣(⁣٤)

  لما استخرت اللَّه في مهل ... يمّمت نحوك رحلة العنس⁣(⁣٥)

  كم قد قطعت إليك مدّرعا ... ليلا بهيم اللَّون كالنّقس⁣(⁣٦)

  إن هاجني من هاجس جزع ... كان التوكَّل عنده ترسي

  ما ذاك إلا أنني رجل ... أصبو إلى بقر من الإنس

  بقر أوانس لا قرون لها ... نجل العيون نواعم لعس⁣(⁣٧)

  ردع العبير على ترائبها ... يقبلن بالترحيب والخلس⁣(⁣٨)

  وأشاهد الفتيان بينهم ... صفراء عند المزج كالورس⁣(⁣٩)

  للماء في حافاتها حبب ... نظم كرقم صحائف الفرس⁣(⁣١٠)

  واللَّه يعلم في بقيته ... ما إن أضعت إقامة الخمس⁣(⁣١١)


(١) الأنق: الفرح والسرور.

(٢) عترة الرجل: نسله ورهطه الأدنون. وفي «أمالي المرتضى» «من عصبة». والأرومة وتضم: الأصل.

(٣) اللبس: الالتباس والاشتباه.

(٤) الرمس: القبر، والثرى: التراب.

(٥) العنس: الناقة الصلبة.

(٦) في س «كم قطعت». وادّرع: لبس الدرع، والمعنى: لابسا الليل كأنه درع. والبهيم: الأسود. والنقس: المداد.

(٧) نجل: جمع، نجلاء وصف من النجل بالتحريك، وهو سعة العين. لعس جمع لعساء: وصف من اللعس، وهو سواد يعلو شفة المرأة البيضاء؛ وقيل: هو سواد في حمرة.

(٨) العبير: أخلاط من الطيب. والردع: أثر الطيب في الجسد. والترائب: ما ولى الترقوتين، واحدتها تريبة. الخلس: النظر خلسة.

وفي «أمالي المرتضى»: «يقتلن بالتطويل والحبس».

(٩) الورس: صبغ أصفر، وفي «أمالي المرتضى»:

وأجاذب الفتيان بينهم ... صهباء مثل مجاجة الورس

(١٠) الحبب: النفاخات والفقاقيع الَّتي تطفو فوق الخمر كأنها القوارير.

(١١) بقية اللَّه: طاعته وانتظار ثوابه. وفي «أمالي المرتضى» «في بريته».