كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الشبل ونسبه

صفحة 392 - الجزء 14

  فأدركته شعوب فانشعبت ... بالرّوع والشّلو غير مقتور⁣(⁣١)

  أديل منه فأدركته يد ... من المنايا بحدّ مطرور⁣(⁣٢)

  يلتهب الموت في ظباه كما ... تلتهب النار في المساعير⁣(⁣٣)

  / ومزّقته المدى فما تركت ... كفّ القرا منه غير تعسير⁣(⁣٤)

  واغتاله بعد كسرها قدر ... صيره نهزة السّنانير⁣(⁣٥)

  فمزّقت لحمه براثنها ... وبذّرته أشدّ تبذير⁣(⁣٦)

  واختلسته الحداء خلسا مع ال ... غربان لم تزدجر لتكبير⁣(⁣٧)

  وصار حظَّ الكلاب أعظمه ... تهشم أنحاءها بتكسير⁣(⁣٨)

  كم كاسر نحوه وكاسرة ... سلاحها في شفا المناقير⁣(⁣٩)

  وخامع نحوه وخامعة ... سلاحها في شبا الأظافير⁣(⁣١٠)

  قد جعلت حول شلوه عرسا ... بلا افتقار إلى مزامير

  ولا مغنّ سوى هماهمها ... إذا تمطَّت لوارد العير⁣(⁣١١)

  يا كبش ذق إذ كسرت مسرجتي ... لمدية الموت كأس تنحير⁣(⁣١٢)

  بغيت ظلما والبغي مصرع من ... بغى على أهله بتغيير

  أضحيّة ما أظن صاحبها ... في قسمه لحمها بمأجور

  سرق منه قرطاس فرثاه

  أخبرني الحسن بن عليّ الشّيباني قال: دخلت على أبي الشبل يوما فوجدت تحت مخدّته ثلث قرطاس،


(١) شعوب: المنية. وقتر الشيء: ضم بعضه إلى بعض. والروع: القلب. والشلو: الجسد.

(٢) أداله اللَّه من عدوّه: جعل له الغلبة عليه. والطر: تحديد السكين. والتقدير: بحد سكين مطرور.

(٣) الظبي جمع ظبة، وهي حد السنان ونحوه، استعمل الجمع هنا في موضع المفرد. والمساعير مع مسعار، والمسعار والمسعر: ما سعر به أي أوقد به النار.

(٤) قراه قرى: أضافه. والتعسير: التضييق، والمراد به هنا القليل، أي أن القرى لم يبق لنا من لحمه إلا اليسير.

(٥) النهزة: الفرصة. والسنانير: جمع سنور.

(٦) براثن: جمع برثن كبرقع، وهو الكف مع الأصابع.

(٧) الخلس: الاختلاس.

(٨) في ج «يهشم ألحاها» وفي ب، س «يهشم ألحاءها» وهو تحريف.

(٩) الشفا: حرف كل شيء.

(١٠) جمع في مشيته كمنع: عرج. والشبا: جمع شباة، وهي حد كل شيء. والأظافير: جمع أظفور لغة في الظفر.

(١١) هماهم: جمع همهمة، وهي ترديد الصوت في الصدر وكل صوت معه بحح. لوارد العير: أي للغير الواردة، والعير: الإبل يحمل الميرة.

(١٢) نحره نحرا: ذبحه، وقد ضعفه الشاعر فقال: «تنحير» للشعر.