كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الشبل ونسبه

صفحة 393 - الجزء 14

  فسرقته منه ولم يعلم بي، فلما كان بعد أيام جاءني فأنشدني لنفسه يرثي ذلك الثلث القرطاس.

  فكر تعتري وحزن طويل ... وسقيم أنحى عليه النّحول

  ليس يبكي رسما ولا طللا محّ ... كما تندب الرّبا والطَّلول⁣(⁣١)

  إنما حزنه على ثلث كان ... لحاجاته فغالته غول⁣(⁣٢)

  كان للسر والأمانة والكت ... مان إن باح بالحديث الرسول

  كان مثل الوكيل في كلّ سوق ... إن تلكَّا أو ملّ يوما وكيل

  كان للهمّ إن تراكم في الصد ... ر فلم يشف من عليل غليل⁣(⁣٣)

  لم يكن يبتغي الحجاب من الحجاب ... إن قيل ليس فيها دخول⁣(⁣٤)

  إن شكا حاجبا تشدّد في الإذ ... ن فللحاجب الشقيّ العويل⁣(⁣٥)

  يرفع الخير عنه والرزق والكس ... وة فهو المطرود وهو الذليل⁣(⁣٦)

  كان يثنى في جيب كلّ فتاة ... دونها خندق وسور طويل⁣(⁣٧)

  يقف الناس وهو أوّل من يد ... خله القصر غادة عطبول⁣(⁣٨)

  فإذا أبرزته باح به في ال ... قصر مسك وعنبر معلول⁣(⁣٩)

  / وله الحبّ والكرامة ممن ... بات صبّا والشمّ والتقبيل⁣(⁣١٠)

  ليس كالكاتب الَّذي بأبي الخطَّاب ... يكنى قد شابه التطفيل⁣(⁣١١)

  ذا كريم يدعي، وهذا طفيليّ ... وهذا وذا جميعا دليل⁣(⁣١٢)

  ذاك بالبشر والجماعة يلقى ... ولهذا الحجاب والتنكيل⁣(⁣١٣)


(١) محت الدار: عفت.

(٢) غالته غول: أهلكته هلكة.

(٣) الغليل: حرارة الجوف.

(٤) في ج «لا يبتغي الحجاب» ولا يستقيم به الوزن.

(٥) إن شكا حاجبا، أي إن شكوت فيه حاجبا.

(٦) في الأصول: «الحبر عنه والورق» وهو تحريف.

(٧) في س «حيب» وهو تصحيف.

(٨) العطبول: المرأة الفتية الجميلة الممتلئة الطويلة العنق.

(٩) معلول: مضاعف، من العلل كسبب وهو الشرب بعد الشرب تباعا، وقد عله كضرب ونصر فهو معلول، ومنه قول كعب بن زهير:

كأنه منهل بالراح معلول

وفي حديث علي ¥: من جزيل عطائك المعلول. وفي ج «فإذا بررته» وهو تحريف.

(١٠) في ج «والستم»، وفي ب، س «واللثم».

(١١) في الأصول: «لأبي الخطاب» وهو تحريف. ويقال: طفل تطفيلا وتطفل تطفلا.

(١٢) في ب وس «ذليل»، وهو تصحيف، يعني أن كليهما دليل يتقدّم لقضاء حاجة صاحبه، لكنهما يفترقان في مظهرهما، فهذا كريم وهذا طفيلي.

(١٣) في س «والمجاعة»، وهو تحريف صوابه ما أثبتنا كما في ج وب.