كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن الزبير ونسبه

صفحة 422 - الجزء 14

  يداك ابن مروان يد تقتل العدا ... وفي يدك الأخرى غياث⁣(⁣١) ونائل

  إذا أمطرتنا منك يوما سحابة ... روينا بما جادت علينا⁣(⁣٢) الأنامل

  / فلا زلت يا بشر بن مروان سيّدا ... يهلّ علينا منك طلّ ووابل

  فأنت المصفّى يا بن مروان والَّذي ... توافت إليه بالعطاء القبائل

  يرجّون فضل اللَّه عند دعائكم ... إذا جمعتكم والحجيج المنازل

  ولولا بنو مروان طاشت حلومنا ... وكنّا فراشا أحرقتها الشعائل

  شعره في أمير المؤمنين

  فأمر له بجائزة وكساه خلعة، وقال له: إني أريد أن أوفدك على أمير المؤمنين، فتهيّأ لذلك يا بن الزّبير، قال:

  أنا فاعل أيّها الأمير، قال: فماذا تقول له إذا وفدت عليه ولقيته⁣(⁣٣) إن شاء اللَّه. فارتجل من وقته هذه القصيدة ثم قال:

  أقول: أمير المؤمنين عصمتنا ... ببشر من الدهر الكثير الزّلازل⁣(⁣٤)

  وأطفأت عنا نار كلّ منافق ... بأبيض بهلول طويل الحمائل⁣(⁣٥)

  نمته قروم من أمية للعلا ... إذا افتخر الأقوام وسط المحافل⁣(⁣٦)

  هو القائد الميمون والعصمة الَّتي ... أتى حقّها فينا على كل باطل

  أقام لنا الدين القويم بحلمه ... ورأي له فضل على كل قائل

  أخوك أمير المؤمنين ومن به ... نجاد ونسقى صوب أسحم هاطل⁣(⁣٧)

  / إذا ما سألنا رفده هطلت لنا ... سحابة كفّيه بجود ووابل⁣(⁣٨)

  حليم على الجهّال منا ورحمة ... على كلّ حاف من معدّ وناعل

  / فقال بشر لجلسائه: كيف تسمعون؟ هذا واللَّه الشعر، وهذه القدرة عليه! فقال له حجّار بن أبجر العجلي، وكان من أشراف أهل الكوفة، وكان عظيم المنزلة عند بشر: هذا أصلح اللَّه الأمير أشعر الناس وأحضرهم قولا إذا أراد،


= والروح: اسمان لجمع قاعد ورائح، وقيل: هو جمع، وفي ط، ب، س «وحابل» وفي ج «وحامل» وهو تحريف.

(١) كذا في ب وس والَّذي في ج، ط، مط «عقاب».

(٢) كذا في ط، مط والَّذي في ب، س، ج «عليه».

(٣) في س، ب «وألقيته» وهو تحريف.

(٤) الزلازل: البلايا والشدائد.

(٥) إذا قالت العرب: فلان أبيض، فالمعنى نقاء العرض من الدنس والعيوب، وهو كثير في شعرهم، لا يريدون به بياض اللون، ولكنهم يريدون المدح بالكرم ونقاء العرض. والبهلول: السيد الجامع لكل خير. الحمائل جمع حمالة بالكسر، وهي علاقة السيف. وطويل الحمائل كناية عن أنه طويل القامة.

(٦) يقال: نماه جده: إذا رفع إليه نسبه، ومنه قوله: «نماني إلى العياء كل سميدع» وقروم جمع قرم بالفتح: وهو السيد.

(٧) الصوب: المطر، أسحم: أي سحاب أسحم: وهو الأسود المتكاثف.

(٨) الجود: المطر الغزير، أو ما لا مطر فوقه، جمع جائد.