كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن الزبير ونسبه

صفحة 425 - الجزء 14

  هم أصبحوا كنزي الَّذي لست تاركا ... ونبلي الَّتي⁣(⁣١) أعددتها للمناضل

  حاجب بشر قال شعرا

  وقال أيضا في هذا الكتاب: جاء عبد اللَّه بن الزّبير يوما إلى بشر بن مروان، فحجبه حاجبه، وجاء حجّار بن أبجر فأذن له، وانصرف ابن الزبير يومئذ، ثم عاد بعد ذلك إلى بشر وهو جالس جلوسا، فدخل إليه، فلمّا مثل بين يديه أنشأ يقول:

  ألم تر أن اللَّه أعطى فخصّنا ... بأبيض قرم من أمية أزهرا⁣(⁣٢)

  طلوع ثنايا المجد، سام بطرفه ... إذا سئل المعروف ليس بأوعرا⁣(⁣٣)

  فلولا أبو مروان بشر لقد غدت ... ركابي في فيف من الأرض أغبرا⁣(⁣٤)

  سراعا إلى عبد العزيز دوائبا ... تخلَّل زيتونا بمصر وعرعرا⁣(⁣٥)

  وحاربت في الإسلام بكر بن وائل ... كحرب كليب أو أمر وأمقرا⁣(⁣٦)

  / إذا قادت الإسلام بكر بن وائل ... فهب ذاك دينا قد تغيّر مهترا⁣(⁣٧)

  بأيّ بلاء أم بأيّ نصيحة ... تقدّم حجّارا أمامي ابن أبجرا

  وما زلت مذ فارقت عثمان صاديا ... ومروان ملتاحا عن الماء أزورا⁣(⁣٨)

  ألا ليتني قدّمت واللَّه قبلهم ... وأن أخي مروان كان المؤخرا⁣(⁣٩)

  بهم جمع الشمل الشّتيت، وأصلح ال ... إله، وداوى الصّدع حتّى تجبّرا

  قضى اللَّه: لا ينفكّ منهم خليفة ... كريم يسوس الناس يركب منبرا

  / فاعتذر إليه بشر ووصله وحمله، وأنكر على حاجبه ما تشكَّاه، وأمر أن يأذن له عند إذنه لأخصّ أهله وأوليائه.

  شعر لأبيه

  وقال النضر في كتابه هذا: كان الزبير بن الأشيم - أبو عبد اللَّه بن الزّبير⁣(⁣١٠) - شاعرا، وكان لعبد اللَّه بن الزّبير


(١) كذا في ط، مط، وفي باقي الأصول: «الَّذي».

(٢) في ب، س: «أخصنا»، والتصويب عن ط، مط.

(٣) ثنايا: جمع ثنية، وهو الطريق في الجبل.

(٤) الفيف: المفازة كالفيفاة والفيفاء.

(٥) هو عبد العزيز بن مروان أخو بشر، وكان واليا على مصر. والعرعر: شجر السرو.

(٦) بكر بن وائل: تقدم أن حجار بن أبجر من بني عجل وهم من بكر بن وائل. وكليب: هو كليب بن ربيعة الَّذي قتله جساس بن مرة، ونشبت بقتله حرب البسوس المشهورة بين بكر وتغلب. وأمقر: أمر، وفي ط، مط «وأسفرا».

(٧) هب: عد، أهتر الرجل وأهتر بالبناء للمجهول: ذهب عقله من كبر أو مرض أو حزن فهو مهتر، ورجل مهتر: مخطئ في كلامه، والمعنى: فعدّه دينا فاسدا غير قويم.

(٨) الصادي: العطشان. الملتاح: المتغير. أزور: مائل، من الزور بالتحريك، وهو الميل. وعن الماء متعلق به.

(٩) كذا في ط، مط والَّذي في باقي الأصول: «فيا ليتني».

(١٠) في ج وب وس «أبو عبد اللَّه محمّد بن الزبير» بزيادة كلمة «محمّد» وهو خطأ. والتصحيح عن ط، مط.