أخبار ثابت قطنة
  بعض بني أخيه شاعرا فهجا المهلب وعمّ الأزد بالهجاء، فقالت لثابت: أجبه [فقال له ثابت](١):
  /
  كلّ القبائل من بكر نعدّهم ... واليشكريّون منهم ألأم العرب(٢)
  أثرى لجيم وأثرى الحصن إذ قعدت ... بيشكر أمّه المعرورة النّسب(٣)
  نحّاكم عن حياض المجد والدكم ... فما لكم في بني البرشاء من نسب(٤)
  أنتم تحلَّون من بكر إذا نسبوا ... مثل القراد حوالي عكوة الذّنب(٥)
  نبّئت أن بني الكوّاء قد نبحوا ... فعل الكلاب تتلَّى اللَّيث في الأشب(٦)
  يكوي الأبيجر عبد اللَّه شيخكم ... ونحن نبرى الَّذي يكوى من الكلب(٧)
  كتابه إلى يزيد بن المهلب
  ونسخت من كتابه أيضا قال: كتب ثابت قطنة إلى يزيد بن المهلب يحرّضه:
  إن امرأ حدبت ربيعة حوله ... والحيّ من يمن وهاب كئودا(٨)
  لضعيف ما ضمّت جوانح صدره ... إن لم يلفّ إلى الجنود جنودا(٩)
  أيزيدكن في الحرب إذ هيّجتها ... كأبيك لا رعشا ولا رعديدا(١٠)
  / شاورت أكرم من تناول ماجد ... فرأيت همّك في الهموم بعيدا
  / ما كان في أبويك قادح هجنة ... فيكون زندك في الزنّاد صلودا(١١)
  إنا لضرّابون في حمس الوغى ... رأس المتوّج إن أراد صدودا
  وقر إذا كفر العجاج ترى لنا ... في كلّ معركة فوارس صيدا(١٢)
  يا ليت أسرتك الَّذين تغيّبوا ... كانوا ليومك بالعراق شهودا
= الصلاة عبد اللَّه بن الكوّاء اليشكري.
(١) تكملة من ط، مط، مب.
(٢) بكر: هم بكر بن وائل، ومنهم بنو يشكر بن بكر. وفي س «واليشكرين»؛ وهو تحريف، وفي ب، س «نعددهم».
(٣) لجيم: هو لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. والحصن: هو ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وفي بعض الأصول: «فقدت» وهو تحريف، والصواب ما أثبتنا كما في ط، مط، مب، ها.
(٤) في ب، س، ج «حياض الوجد» وهو تحريف، والبرشاء: لقب أم ذهل وشيبان وقيس بني ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، لقبت بذلك لبرش أصابها (والبرش: البرص).
(٥) العكوة بالضم وبفتح: أصل الذنب.
(٦) في ج، ط «قد ضبحوا». الأشب: شدّة التفاف الشجر وكثرته حتى لا مجاز فيه.
(٧) الأبيجر: مصغر الأبجر، وهو العظيم البطن.
(٨) الكئود: المرتقى الصعب.
(٩) ما ضمت جوانح صدره: كناية عن القلب.
(١٠) الرعش والرعديد: الجبان.
(١١) الهجنة كون أحد الزندين واديا والآخر صالدا. وصلد الزند: صوّت ولم يور، فهو صالد وصلود.
(١٢) العجاج: الغبار، كفره كضرب كفرا بالفتح: ستره وغطاه. الثرى: الأرض. صيد: جمع أصيد وهو رافع رأسه كبرا.