كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ثابت قطنة

صفحة 439 - الجزء 14

  حتى إذا حمس الوغى وجعلتهم ... نصب الأسنّة أسلموك وطاروا⁣(⁣١)

  إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن ... عارا عليك، وبعض قتل عار⁣(⁣٢)

  هجاؤه لربيعة

  قال أبو الفرج: ونسخت من كتاب المرهبي قال: كانت ربيعة لما حالفت اليمن وحشدت مع يزيد بن المهلب تنزل حواليه هي والأزد، فاستبطأته ربيعة في بعض الأمر، فشغبت عليه حتى أرضاها فيه، فقال ثابت قطنة يهجوهم:

  عصافير تنزو في الفساد، وفي الوغى ... إذا راعها روع جماميح بروق⁣(⁣٣)

  / الجماميح: ما نبت على رؤوس القصب مجتمعا، وواحده جماح، فإذا دقّ تطاير. وبروق: نبت ضعيف.

  أأحلم عن ذبّان بكر بن وائل ... ويعلق من نفسي الأذى كلّ معلق⁣(⁣٤)

  ألم أك قد قلَّدتكم طوق خزية ... وأنكلت عنكم فيكم كلّ ملصق⁣(⁣٥)

  لعمرك ما استخلفت بكرا ليشغبوا ... عليّ، وما في حلفكم من معلَّق⁣(⁣٦)

  ضممتكم ضمّا إليّ وأنتم ... شتات كفقع القاعة المتفرّق⁣(⁣٧)

  فأنتم على الأدنى أسود خفيّة ... وأنتم على الأعداء خزّان سملق⁣(⁣٨)

  شعره لما منعه قتيبة بن مسلم

  أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان قال: حدّثني أبو بكر العامريّ قال: قال القحذميّ: دخل ثابت قطنة على بعض أمراء خراسان - أظنّه قتيبة⁣(⁣٩) بن مسلم - فمدحه وسأله حاجة، فلم يقضها له، فخرج من بين يديه وقال لأصحابه: لكن يزيد بن المهلب لو سألته هذا أو أكثر منه لم يردني⁣(⁣١٠) عنه، وأنشأ يقول:

  أبا خالد لم يبق بعدك سوقة ... ولا ملك ممّن يعين على الرّفد⁣(⁣١١)


(١) أسلموك: خذلوك.

(٢) في «وفيات الأعيان»، و «مغني اللبيب» ١: ٢٤ «ورب قتل عار» وهو على تقدير «هو عار».

(٣) نزا: وثب. والروع: الفزع.

(٤) الذبان: الذباب، وفي ج «دبان» وفي ب وس «ديان» وهو تصحيف، وفي س «من نفس الأذى»، وفي ج، ب، س «وتعلق» وهو تصحيف.

(٥) أي كل ملصق فيكم، وأنكلت الحجر عن مكانه: دفعته عنه.

(٦) من معلق، أي من شيء يتعلق به ويعتمد عليه.

(٧) شتات، أي ذوو شتات وهو الفرقة، ومن أمثال العرب: أذل من فقع بقرقر، والفقع بالفتح ويكسر: البيضاء الرخوة من الكمأة، والجمع فقعة كقردة. والقاع والقاعة والقرقر: أرض مطمئنة سهلة مستوية، وذلك لأن الفقعة لا تمتنع على من اجتناها، أو لأنها توطأ بالأرجل لأنها لا أصول لها ولا أغصان.

(٨) في ج «أسود خيفة» وفي ب وس «أسود مخيفة» والتصويب عن ط، مط. وخفية هي أجمة في سواد الكوفة تنسب إليها الأسود، فيقال أسود خفية. والسملق: الأرض المستوية الجرداء الَّتي لا شجر بها، وخزان: جمع خزز بضم ففتح وهو ذكر الأرانب، وهي معروفة بالجبن.

(٩) ولاه الحجاج خراسان بعد يزيد بن المهلب سنة ٨٦، وقتل سنة ٩٦.

(١٠) كذا في ب، س، ج، والَّذي في ط، مط «لما ردّني».

(١١) أبو خالد: كنية يزيد بن المهلب، والرفد: العطاء.