أخبار العباس بن مرداس ونسبه
  مخرمة بن نوفل وعمير بن وهب أحد بني عامر بن لؤيّ وسعيد بن يربوع، ورجلا من بني سهم دون ذلك ما بين الخمسين وأكثر وأقلّ، وأعطى العبّاس بن مرداس أبا عر، فتسخّطها وقال الأبيات المذكورة، فأعطاه حتى رضي.
  كتب عبد الملك كتابا فيه شعر لابن الزبير يتوعدّه ورده على ذلك
  حدّثنا وكيع قال: حدّثنا الكراني قال: حدّثنا عطاء بن مصعب، عن عاصم بن الحدثان قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى عبد اللَّه بن الزبير كتابا يتوعّده فيه وكتب فيه:
  إني لعند الحرب تحمل شكَّتي ... إلى الرّوع جرداء السيّالة ضامر(١)
  والشعر للعبّاس بن مرداس. فقال ابن الزبير: أبالشعر يقوى عليّ؟ واللَّه لا أجيبه إلَّا بشعر هذا الرجل؛ فكتب إليه:
  إذا فرس العوالي لم يخالج ... همومي غير نصر واقتراب(٢)
  / وإنّا والسّوابح يوم جمع ... وما يتلو الرسول من الكتاب(٣)
  هزمنا الجمع جمع بني قسيّ ... وحكَّت بركها ببني رئاب(٤)
  هذه الأبيات من قصيدة يفخر فيها العبّاس برسول اللَّه ﷺ ونصره له، وفيها يقول:
  بذي لجب رسول اللَّه فيه ... كتيبته تعرّض للضّراب(٥)
  ولو أدركن صرم بني هلال ... لآم نساؤهم والنّقع كأبي(٦)
  خبر قتل أخيه هريم
  قال أبو عبيدة: وكان هريم بن مرداس مجاورا في خزاعة في جوار رجل منهم يقال له / عامر، فقتله رجل من خزاعة يقال له خويلد، وبلغ ذلك أخاه العبّاس بن مرداس، فقال يحضّ عامرا على الطلب بثأر جاره، فقال:
  إذا كان باغ منك نال ظلامة ... فإنّ شفاء البغي سيفك فافصل
  ونبّئت أن قد عوّضوك أباعرا ... وذلك للجيران غزل بمغزل
  فخذها فليست للغزيز بنصرة ... وفيها متاع لامرئ متدلَّل
  وهذا البيت الأخير كتب به الوليد بن عقبة إلى معاوية لمّا دعاه عليّ # إلى البيعة، وتحدّث الناس أنّه وعده أن يولَّيه الشأم إذا بايعه. قال: فلما / بلغته هذه الأبيات آلى لا يصيب رأسه ولا جسده ماء بغسل حتى يثأر
(١) الشكة: السلاح. والسيالة: واحدة السيال، وهو شجر سبط الأغصان له شوك أبيض وأراد بها المتن - على التشبيه - وفي الأصول:
«السبالة» بالباء.
(٢) فرسه فرسا: دقه وكسره. والعوالي: جمع عالية، وهي رأس الرمح.
(٣) السوابح: جمع سابح، وهو من الخيل ما يمدّ يديه في الجري سبحا. وفي ج، ب، س «يوم بدر» والتصويب عن ها و «السيرة النبوية» لابن هشام، وقد قال العباس هذا الشعر يوم حنين. وجمع: المزدلفة.
(٤) في ج، ب، س «يوم بني قسيّ». وقسي هو ثقيف. والبرك: كلكل البعير وصدره الَّذي يدوك به الشيء تحته، ويقال في صفة الجرب وشدّة وطأتها: «حكت بركها بهم».
(٥) بذي لجب، أي بجيش ذي لجب، واللجب: الجلبة والصياح. وفي الأصول: «كعارضة تعرض للصواب» والتصويب عن «السيرة النبوية».
(٦) الصرم: الفرقة من الناس ليسوا بالكثير. والنقع: الغبار. والكابي: المرتفع الضخم.