كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حماد عجرد ونسبه

صفحة 471 - الجزء 14

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز وأحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار وحبيب بن نصر المهلَّبي، قالوا: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا أبو أيوب الزباليّ قال: قال بشار لراوية حمّاد: ما هجاني به اليوم حمّاد؟ فأنشده:

  ألا من مبلغ عنّي ... الَّذي والده برد

  فقال: صدق ابن الفاعلة، فما يكون؟ فقال:

  إذا ما نسب الناس ... فلا قبل ولا بعد

  فقال: كذب ابن الفاعلة، وأين هذه العرصات⁣(⁣١) من عقيل؟ فما يكون؟ فقال:

  وأعمى قلطبان ما ... على قاذفه حدّ

  / فقال: كذب ابن الفاعلة، بل عليه ثمانون جلدة، هيه، فقال:

  وأعمى يشبه القرد ... إذا ما عمي القرد

  فقال: واللَّه ما أخطأ ابن الزانية حين شبّهني بقرد، حسبك حسبك، ثم صفّق بيديه، وقال: ما حيلتي؟ يراني فيشبّهني ولا أراه فأشبّهه.

  وقال: أخبرني بهذا الخبر هاشم بن محمّد الخزاعيّ قال: حدّثنا أبو غسّان دماذ فذكر مثله، وقال فيه: لمّا قال حمّاد عجرد في بشّار:

  شبيه الوجه بالقرد ... إذا ما عمي القرد

  بكى بشّار، فقال له قائل: أتبكي من هجاء حمّاد؟ فقال: واللَّه ما أبكي من هجائه ولكن أبكي لأنّه يراني ولا أراه، فيصفني ولا أصفه، قال: وتمام هذه الأبيات:

  ولو ينكه في صلد ... صفا لانصدع الصّلد

  دنيّ لم يرح يوما ... إلى مجد ولم يغد

  ولم يحضر مع الحضّا ... ر في خير ولم يبد

  ولم يخش له ذمّ ... ولم يرج له حمد

  / جرى بالنّحس مذكان ... ولم يجر له سعد⁣(⁣٢)

  هو الكلب إذا ما ما ... ت لم يوجد له فقد⁣(⁣٣)

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني خلَّاد الأرقط قال: أشاع بشّار في الناس أن حمّاد عجرد كان ينشد شعرا ورجل بإزائه يقرأ القرآن وقد اجتمع الناس عليه، فقال حماد: علام اجتمعوا؟ فو اللَّه لما أقول أحسن ممّا يقول.

  قال: وكان بشّار يقول: لمّا سمعت هذا من حمّاد مقتّه عليه.


(١) كذا، وفي ها «العصاب».

(٢) في ب، س «مندكاة» وهو تحريف.

(٣) في ج: «إذا مات كم».