أخبار حماد عجرد ونسبه
  هجاء بشار له
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال: أخبرني أبو إسحاق الطَّلحي قال: حدّثني أبو سهيل عبد اللَّه بن ياسين أن بشّارا قال في حمّاد عجرد وسهيل بن سالم، وكان سهيل من أشراف أهل البصرة، وكان من عمّال المنصور، ثم قتله بعد ذلك بالعذاب، وكان حمّاد وسهيل نديمين:
  ليس النعيم وإن كنّا نزنّ به ... إلَّا نعيم سهيل ثمّ حمّاد
  ناكا ونيكا إلى أن لاح شيبهما ... في غفلة عن نبيّ الرحمة الهادي
  فهدين طورا وفهّادين آونة ... ما كان قبلهما فهد بفهّاد(١)
  سبحانك اللَّه لو شئت امتسختهما ... قردين فاعتلجا في بيت قرّاد(٢)
  قال: يعني بقوله
  ما كان قبلهما فهد بفهّاد
  أي لم يكن الفهد فهّادا، كما تقول: لم يكن زيد بظريف، ولم يكن زيد ظريفا، قال ابن ياسين: وفيه يقول بشار أيضا:
  مالمت حمّادا على فسقه ... يلومه الجاهل والمائق(٣)
  وما هما من أيره واسته؟ ... ملَّكه إيّاهما الخالق
  ما بات إلَّا فوقه فاسق ... ينيكه أو تحته فاسق
  هجاؤه لبشار
  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال: أنشدني ابن أبي سعد لحمّاد عجرد في بشّار - قال وهو من أغلظ ما هجاه به عليه -:
  نهاره أخبث من ليله ... ويومه أخبث من أمسه
  وليس بالمقلع عن غيّه ... حتى يوارى في ثرى رمسه(٤)
  / قال: وكان أغلظ على بشّار من ذلك كله وأوجعه له قوله فيه:
  لو طليت جلدته عنبرا ... لأفسدت جلدته العنبرا
  أو طليت مسكا ذكيّا إذا ... تحوّل المسك عليه خرا
  قال ابن أبي سعد: وقد بالغ بشار في هجاء حمّاد، ولكن حكم الناس عليه لحمّاد بهذه الأبيات.
  اتصاله بالربيع
  أخبرني محمّد بن خلف وكيع قال: حدّثني عمر بن محمّد بن عبد الملك الزيات قال: حدّثني أحمد بن
(١) الفهّاد: صاحب الفهود الَّذي يعلَّمها الصيد.
(٢) اعتلجا: تصارعا وتقاتلا.
(٣) المائق: الأحمق.
(٤) الرمس: القبر.