كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حماد عجرد ونسبه

صفحة 475 - الجزء 14

  أيّام تعطيني وتأ⁣(⁣١) ... خذ من أباريق الرّصاص

  إن كان نسكك لا يت ... مّ بغير شتمي وانتقاصي

  أو كنت لست بغير ذا ... ك تنال منزلة الخلاص

  فعليك فاشتم آمنا ... كلّ الأمان من القصاص

  واقعد وقم بي ما بدا ... لك في الأداني والأقاصي

  فلطالما زكَّيتني ... وأنا المقيم على المعاصي

  أيّام أنت إذا ذكر ... ت مناضل عني مناصي⁣(⁣٢)

  وأنا وأنت على ارتكا ... ب الموبقات من الحراص

  وبنا مواطن ماينا ... في البرّ آهلة العراص⁣(⁣٣)

  فاتّصل هذا الشعر بيحيى بن زياد، فنسب حمّادا إلى الزندقة ورماه بالخروج عن الإسلام، فقال حمّاد فيه:

  لا مؤمن يعرف إيمانه ... وليس يحيى بالفتى الكافر

  منافق ظاهره ناسك ... مخالف الباطن للظاهر

  شعره لصديق انقطع عن مجلسه

  أخبرني محمّد بن خلف وكيع قال: حدّثنا ابن أبي سعد، عن النضر بن عمرو قال: كان لحمّاد عجرد إخوان ينادمونه، فانقطع عنه الشراب، فقطعوه، فقال لبعضهم:

  لست بغضبان ولكنّني ... أعرف ما شأنك يا صاح

  أأن فقدت الرّاح⁣(⁣٤) جانبتني ... ما كان حبّيك على الراح

  قد كنت من قبل وأنت الَّذي ... يعنيك إمسائي وإصباحي

  وما أرى فعلك إلَّا وقد ... أفسدني من بعد إصلاحي

  أنت من الناس وإن عبتهم ... دونكها منّي بإفصاح⁣(⁣٥)

  كان من ندماء الوليد بن يزيد

  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال: حدّثني ميمون بن هارون عن أبي محلَّم أن الوليد⁣(⁣٦) بن يزيد أمر شراعة بن الزّندبوذ أن يسمّي له جماعة ينادمهم من ظرفاء أهل الكوفة /، فسمّى له مطيع بن إياس وحمّاد عجرد


(١) كذا في جميع الأصول. والَّذي في مب «فآخذ».

(٢) ناصاه مناصاة: جاذبه فأخذ كل واحد منهما بناصية صاحبه.

(٣) العراص: جمع عرصة وهي البقعة الواسعة بين الدار الَّتي ليس فيها بناء.

(٤) في ب، س «الخمر» وما أثبتناه عن باقي الأصول.

(٥) أي خذها كلمة فصيحة صريحة.

(٦) هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، ولي الخلافة سنة ١٢٥ وقتل سنة ١٢٦.