أخبار حريث ونسبه
٢٢ - أخبار حريث ونسبه
  نسبه
  حريث بن عنّاب (بالنون) بن مطر بن سلسلة بن كعب بن عوف(١) بن عنين(٢) بن نائل بن أسودان، وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيّء، شاعر إسلاميّ من شعراء الدولة الأموية، وليس بمذكور من الشعراء، لأنه كان بدويّا مقلَّا غير متصدّ بالشعر للناس في مدح ولا هجاء، ولا يعدو شعره أمر ما يخصّه.
  يشبب بحبي بنت الأسود
  أخبرني بنسبه وما أذكره من أخباره عمّي عن الحزنبل عن عمرو بن أبي عمرو الشّيباني، عن أبيه، وتمام الأبيات الَّتي فيها الغناء بعد البيتين الأوّلين قوله:
  يدوم ودّي لمن دامت مودّته ... وأصرف النفس أحيانا فتنصرف(٣)
  يا ويح كلّ محبّ كيف أرحمه ... لأنّني عارف صدق(٤) الَّذي يصف
  لا تأمنن بعد حبّي خلَّة أبدا ... على الخيانة إنّ الخائن الظَّرف(٥)
  كأنها ريشة في أرض(٦) بلقعة ... من حيثما واجهتها الريح تنصرف
  ينسي الخليلين طول النأي بينهما ... وتلتقي طرف شتّى فتأتلف
  قال أبو عمرو، قال حريث هذه القصيدة في امرأة يقال لها حبّى بنت الأسود من بني بحتر بن عتود، وكان يهواها ويتحدّث إليها، ثم خطبها، فوعده أهلها أن يزوّجوه / ووعدته ألَّا تجيب إلى تزويج إلَّا به، فخطبها رجل من بني ثعل وكان موسرا فمالت إليه وتركت حريثا، وقد خيّرت بينهما فاختارت الثّعليّ، فتزوّجها، فطفق حريث يهجو قومها وقوم المتزوّج بها من بني بحتر وبني ثعل، فقال يهجو بني ثعل:
  بني ثعل أهل الخنا ما حديثكم ... لكم منطق غاو وللنّاس منطق
  كأنكم معزى قواصع جرّة(٧) ... من العيّ أو طير بخفّان ينعق
(١) في ب، س، ج: «عون».
(٢) كذا في ج، ط، مط، مب. والَّذي في ب، س، ها «عنبر».
(٣) كذا في ط، مط، ها. والَّذي في ب، س، ج، مب:
وأصرف الناس أحيانا فينصرفوا
(٤) في رواية
«كأنني ... بعض»
(٥) الظرف: الرجل الحديث الشرف.
(٦) كذا في ب، س، ج، مب. والَّذي في ط، مط، ها «عرض».
(٧) في ب، س: «مواضع حرة»؛ والتصويب عن باقي الأصول. وقصعت الناقة بجرتها إذا ردّتها إلى جوفها أو مضغتها. أو ملأت بها فاها، يصفهم بالعيّ والفهاهة.