كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار جعفر بن الزبير

صفحة 9 - الجزء 15

  منه غير هيبتك. قال: فأنتم إذا معذورون. ثم أقبل عليه؛ فقال: عد فديتك إلى ما كنت عليه. فلم يزل يغنّيهم طول سفرهم حتّى افترقوا.

  شعره في ترقيص ابنته أم عروة:

  قال الزبير: وأخبرني مصعب بن عثمان أن أمّ عروة بنت جعفر بن الزبير أنشدته لأبيها جعفر وكان يرقّصها بذلك:

  يا حبّذا عروة في الدّمالج⁣(⁣١) ... أحبّ كلّ داخل وخارج

  شعره في ابنه صالح في غزوة أرض الروم:

  قال: وأخبرتني أن أخاها صالح بن جعفر غزا أرض الروم، فقال فيه جعفر:

  قد راح يوم السبت حين راحوا⁣(⁣٢) ... مع الجمال والتّقى صلاح

  من كلّ حيّ نفر سماح ... بيض الوجوه عرب صحاح

  وفزعوا وأخذ السلاح ... وهم إذا ما كره الشّياح⁣(⁣٣) ... مصاعب يكرهها الجراح

  / قال الزبير: ولجعفر شعر كثير قد نحل عمر بن أبي ربيعة ودخل في شعره. فأمّا الأبيات التي ذكرت فيها الغناء فمن الناس من يرويها لعمر بن أبي ربيعة، ومنهم من يرويها للأحوص وللعرجيّ؛ وقد أنشدنيها جماعة من أصحابنا لجعفر بن الزبير. وأخبرني بذلك الحرميّ، والطوسيّ، وحبيب بن نصر المهلَّبي، وذكر الأبيات. وأخبرنيه عمّي عن ابن أبي سعد [عن سعيد بن عمرو عن أم عروة بنت جعفر مثله. قال ابن أبي سعد]⁣(⁣٤): قال الحزاميّ:

  الناس يروونها للعرجيّ، وأمّ عروة أصدق.

  تزوجه امرأة من خزاعة

  أخبرني الطوسيّ قال حدّثنا الزبير قال: حدّثني سعيد بن عمرو الزبيريّ قال: تزوّج جعفر بن الزبير امرأة من خزاعة وفيها يقول:

  هل في ادّكار الحبيب من حرج

  الأبيات. وزاد فيها بيتين وهما:

  تسفر عن واضح إذا سفرت ... ليس بذي آمة ولا سمج⁣(⁣٥)

  وسقط البيت الآخر من الأصل.


(١) الدمالج: جمع دملج، وهو حلية تلبس في العضد. ط، مب، مط: «في الروائج».

(٢) في بعض النسخ «حتى راحو»، صوابه في ط، مب، مط.

(٣) الشياح: المقاتلة. وهذا الشطر من ط، مب، مط.

(٤) هذه التكملة من ط، مب، مط فقط.

(٥) الآمة، كقامة: العيب. والسمج: القبيح ذو السماجة.