كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر خبر سلامة الزرقاء ومحمد بن الأشعث

صفحة 45 - الجزء 15

  يا ربّ ما لابن رامين، له بقر ... عين وليس لنا غير البراذين

  لو شئت أعطيته مالا على قدر ... يرضى به منك غير الخرّد العين

  لعائذ اللَّه بيت ما مررت به ... إلَّا وجئت⁣(⁣١) على قلبي بسكين

  يا سعدة القينة البيضاء، أنت لنا ... أنس لأنّك في دار ابن رامين

  لا تحسبنّ بياض الجصّ يؤنسني ... وأنت كنت كمثل الخزّ في اللين

  لولا ربيحة ما استأنست ما عمدت ... نفسي إليك ولو مثّلت في طين⁣(⁣٢)

  / لم أنس سعدة والزّرقاء يومهما ... باللَّجّ شرقيّه فوق الدّكاكين

  تغنّيان ابن رامين ضحاءهما ... بالمسجحيّ وتشبيب المحبّين⁣(⁣٣)

  فما دعوت به من عيش مملكة ... ولم نعش يومنا عيش المساكين

  أذاك أنعم أم يوم ظللت به ... منعّم العيش في بستان سورين

  يشوي لنا الشّيخ سورين دواجنه ... بالجردناج وسحاج الشقابين⁣(⁣٤)

  نسقى شرابا لعمران يعتّقه ... يمسي الأصحاء منه كالمجانين

  يعني عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد اللَّه -

  إذا ذكرنا صلاة بعدما فرطت ... قمنا إليها بلا عقل ولا دين⁣(⁣٥)

  نمشي إليها بطاء لا حراك بنا ... كأنّ أرجلنا تقلعن من طين

  نمشي وأرجلنا عوج مطارحها ... مشي الإوزّ التي تأتي من الصين

  أو مشي عميان دبر لا دليل لهم ... إلَّا العصيّ، إلى عيد السّعانين

  وقال فيه أيضا:

  لابن رامين خرّد كمها الرّم ... - ل حسان وليس لي غير بغل

  ربّ فضّلته عليّ ولو شئ ... - ت لفضّلتني عليه بفضل

  قال حمّاد: وأخبرني أبي قال: حدّثني السّكوني، أنّ جعفر بن سليمان اشترى ربيحة بمائة ألف درهم، واشترى صالح بن عليّ سعدة بتسعين ألف درهم، واشترى معن بن زائدة الزرقاء.

  / قال مؤلف هذا الكتاب: هذا خطأ، الزّرقاء اشتراها جعفر بن سليمان، ولعل معنّا اشترى غيرها.


(١) الوج: الطعن بسكين ونحوه.

(٢) في الأصول: «وقد مثلت في طين». وانظر ما سبق في أخبار إسماعيل بن عمّار.

(٣) ج: «بالمسحجي» بتقديم الحاء.

(٤) الجردناج: هو «كردناج» بالفارسية، وهو لحم ينضج قليلا بالماء ثم يشوى. معجم استينجاس ١٠٨٠: Parboiled and roasted وسحاج الثقابين، كذا وردت. وفيما مضى: «وشحاج الشعانين».

(٥) فرطت: سبقت، وتقدّمت.