كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حبابة

صفحة 100 - الجزء 15

  صور أخرى من جزع يزيد على حبابة:

  وروى الزبير، عن مصعب بن عثمان، عن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير قال:

  خرجت مع أبي إلى الشأم في زمن يزيد بن عبد الملك، فلما ماتت حبابة وأخرجت لم يستطع يزيد الركوب من الجزع ولا المشي، فحمل على منبر على رقاب الرجال، فلما دفنت قال: لم أصلّ عليها، انبشوا عنها. فقال له مسلمة: نشدتك اللَّه يا أمير المؤمنين، إنّما هي أمة من الإماء، وقد واراها الثرى! فلم يأذن للناس بعد حبابة إلَّا مرة واحدة. قال: فو اللَّه ما استتمّ دخول الناس حتى قال / الحاجب: أجيزوا رحمكم اللَّه. ولم ينشب يزيد أن مات كمدا.

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني إسحاق قال حدّثني ابن أبي الحويرث الثقفي، قال:

  لما ماتت حبابة جزع عليها يزيد جزعا شديدا، فضمّ جويرية لها كانت تخدمها إليه، فكانت تحدّثه وتؤنسه، فبينا هو يوما يدور في قصره إذ قال لها: هذا الموضع الذي كنا فيه. فتمثلت:

  كفى حزنا للهائم الصبّ أن يرى ... منازل من يهوى معطَّلة قفرا

  فبكى حتّى كاد يموت. ثم لم تزل⁣(⁣١) تلك الجويرية معه يتذكَّر بها حبابة حتّى مات.

  صوت

  أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة ... وهنّ من الأزواج نحوي نوازع

  وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... عليّ ولكن شيبته الوقائع

  الشعر لأبي الطَّفيل صاحب رسول اللَّه ، والغناء لإبراهيم، خفيف ثقيل أوّل بالوسطى، عن عمرو وغيره.


(١) ط، ح، ها، مط: «ثم ترك».