كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الطفيل ونسبه

صفحة 103 - الجزء 15

  يمورون مور الرّيح إما ذهلتم ... وزلَّت بأكفال الرجال لبودها⁣(⁣١)

  شعارهم سيما النبيّ، وراية ... بها انتقم الرحمن ممن يكيدها

  تخطَّفهم إياكم عند ذكرهم ... كخطف ضواري الطَّير طيرا تصيدها⁣(⁣٢)

  فقال معاوية لجلسائه: أعرفتموه؟ قالوا: نعم، هذا أفحش شاعر وألأم جليس. فقال معاوية: يا أبا الطَّفيل أتعرفهم؟ فقال: ما أعرفهم بخير، ولا أبعدهم من شرّ. قال: وقام خزيمة الأسديّ فأجابه فقال:

  إلى رجب أو غرّة الشهر بعده ... تصبّحكم حمر المنايا وسودها

  ثمانون ألفا دين عثمان دينهم ... كتائب فيها جبرئيل يقودها

  فمن عاش منكم عاش عبدا ومن يمت ... ففي النار سقياه هناك صديدها

  قيادته جيشا لإخراج محمد بن الحنفية من الحبس:

  أخبرني عبد اللَّه بن محمد الرازي قال: حدّثنا أحمد بن الحارث قال: حدّثنا المدائني عن أبي مخنف عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، قال:

  لما رجع محمد بن الحنفية من الشام حبسه ابن الزبير في سجن عارم، فخرج إليه جيش من الكوفة عليهم أبو الطَّفيل / عامر بن واثلة، حتى أتوا سجن عارم فكسروه وأخرجوه، فكتب ابن الزّبير إلى أخيه مصعب: أن يسيّر نساء كلّ من خرج لذلك. فأخرج مصعب نساءهم وأخرج فيهن أمّ الطفيل امرأة أبي الطفيل، وابنا له صغيرا يقال له يحيى، فقال أبو الطفيل في ذلك:

  إن يك سيّرها مصعب ... فإني إلى مصعب مذنب

  / أقود الكتيبة مستلمّا ... كأنّي أخو عرّة أجرب⁣(⁣٣)

  عليّ دلاص تخيّرتها ... وفي الكفّ ذو رونق مقضب⁣(⁣٤)

  تشيع أبي الطفيل:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدّثنا سلمة بن الفضل عن فطر بن⁣(⁣٥) خليفة قال:

  سمعت أبا الطفيل يقول: لم يبق من الشّيعة غيري. ثم تمثّل:


(١) زلل اللبود: كناية عن اشتداد المعركة واضطرابها.

(٢) تخطفهم، هي فيما عداها، مط: «تخطفكم» تحريف. ما عدا ط وح، ها، مط: «آباؤكم». وفيما عدا ط، ها: «صيدا يصيدها»، محرفتان.

(٣) العرة، بالضم: الجرب.

(٤) الدلاص، بالكسر: الدرع الملساء اللبنة. ذو وفق، أي سيف. ورونق السيف: ماؤه وصفاؤه وحسنه. والمقضب: القاطع. ما عدا ط، ح، ها، مط: «يقضب».

(٥) قطر بن خليفة، ترجم له في «تهذيب التهذيب». ط: «قطن بن خليفة» تحريف.