كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر هاشم بن سليمان وبعض أخباره

صفحة 166 - الجزء 15

١٥ - ذكر هاشم بن سليمان وبعض أخباره

  اسمه وكنيته ولقبه

  هو هاشم بن سليمان مولى بني أميّة، ويكنى أبا العباس، وكان موسى الهادي⁣(⁣١) يسمّيه أبا الغريض. وهو حسن الصنعة عزيزها، وفيه يقول الشاعر:

  يا وحشتي بعدك يا هاشم ... غبت فشجوى بك لي دائم

  اللهو واللذّة يا هاشم ... ما لم تكن حاضرة مأتم⁣(⁣٢)

  غناؤه لموسى الهادي وإجازته على ذلك

  أخبرني علي بن عبد العزيز قال حدثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن خرداذبه قال: كان موسى الهادي يميل إلى هاشم بن سليمان ويمازحه، ويلقّبه أبا الغريض.

  وأخبرني الحسين بن يحيى عن حماد قال: بلغني أن هاشم بن سليمان دخل يوما على موسى الهادي فغناه:

  صوت

  لو يرسل الأزل الظَّبا ... ء ترود ليس لهنّ قائد⁣(⁣٣)

  لتيمّمتك تدلَّها ... ريّاك للسّبل الموارد

  وإذا الرياح تنكَّرت ... نكبا هواجرها صوارد⁣(⁣٤)

  فالناس سائلة إلي ... ك فصادرا تغني ووارد⁣(⁣٥)

  الشعر لطريح بن إسماعيل الثقفي، يقوله في الوليد بن يزيد بن عبد الملك. والغناء لهاشم بن سليمان، خفيف ثقيل أوّل بالبنصر.

  / فطرب موسى، وكان بين يديه كانون كبير ضخم عليه فحم، فقال له: سلني ما شئت. قال: تملأ لي هذا الكانون. فأمر له بذلك، وفرّغ الكانون فوسع ستّ بدور⁣(⁣٦)، فدفعها إليه.


(١) ما عدا ط، ها، مب: «مولى الهادي».

(٢) المأتم: مجتمع النساء للحزن والنياحة. ما عدا ط، أ، ها: «مائم». والمأثم: الإثم والذنب.

(٣) الأزل، بالفتح: الشدة والضيق.

(٤) النكب: جمع نكباء، وهي كل ريح بين ريحين، وكلها لا خير فيه.

(٥) سائلة من السيل، يعني كثرة الوارد.

(٦) البدور: جمع بدر، والبدر والبدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم، أو سبعة آلاف دينار.