كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر هاشم بن سليمان وبعض أخباره

صفحة 168 - الجزء 15

  والصنعة فيه له. فقال له إسحاق: أحبّ أن تلقيه على بديح. ففعل. فلما صلَّيت العشاء انصرف ذكاء، وقعد أبو جعفر يشرب - يعني مولاه⁣(⁣١) - وعنده قوم، وتخلَّف صغير فغنّانا، فقال له إسحاق: أنت واللَّه يا غلام ماخوريّ.

  وسكر محمد بن إسماعيل في آخر النّهار فغنانا:

  دعوني أغصّ إذا ما بدت ... وأملك طرفي فلا أنظر

  / فقال إسحاق لمحمد بن الحسن: آجرك اللَّه في ابن عمّك! أي قد سكر فأقدم على الغناء بحضرتي.

  نسبة هذا الصوت

  صوت

  هبوني أغضّ إذا ما بدت ... وأملك طرفي فلا أنظر

  فكيف احتيالي إذا ما الدموع ... نطقن فبحن بما أضمر

  أيا من سروري به شقوة ... ومن صفو عيشي به أكدر

  أمنّي تخاف انتشار الحديث ... وحظَّي في ستره أوفر

  ولو لم أصنه لبقيا عليك ... نظرت لنفسي كما تنظر

  الشعر للعباس بن الأحنف، والغناء للزبير بن دحمان، ثقيل أول بالوسطى عن عمرو في الأبيات الثلاثة الأول. وفيها لعمرو بن بانة ماخوريّ. وفي:

  أيا من سروري به شقوة

  لسليم هزج. وفيه ثاني ثقيل ينسب إلى حسين بن محرز، وإلى عباس منقار.

  صوت

  هذا أوان الشدّ فاشتدّي زيم ... قد لفّها الليل بسوّاق حطم

  ليس براعي إبل ولا غنم⁣(⁣٢) ... ولا بجزّار على ظهر وضم

  عروضه من الرجز. الشعر لرشيد بن رميض العنزي يقوله في الحطم، وهو شريح بن / ضبيعة، وأمّه هند بنت حسّان بن عمرو بن مرثد، والغناء ليزيد حوراء، خفيف ثقيل أوّل بالبنصر، وفيه خفيف رمل يقال إنّه لأحمد المكي.

  الحطم ونجاته بقومه في المفازة

  قال أبو عبيدة: كان شريح بن ضبيعة غزا اليمن في جموع جمعها من ربيعة، فغنم وسبى بعد حرب كانت بينه وبين كندة، أسر فيها فرعان⁣(⁣٣) بن مهديّ بن معد يكرب عم الأشعث بن قيس، وأخذ على طريق مفازة فضلّ بهم


(١) أي مولى ذكاء، وهو أبو جعفر أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح، كاتب المأمون. توفي سنة ٢١٣، «تاريخ بغداد» ٢٦٩٢، ما عدا ط، ها: «يغني مولاه»، تحريف.

(٢) ج، أ: «لست براعي».

(٣) فرعان، بضم الفاء، والعين مهملة. وفي ط، ح: «فرغان» بالغين المعجمة.