كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عمرو بن بانة

صفحة 189 - الجزء 15

  فقالت: أنت للَّه أبوك كثيّر عزة؟ قال: نعم. قالت: الحمد للَّه الذي قصّر بك فصرت لا تعرف / إلا بامرأة! فقال: الأمر كذلك، فو اللَّه لقد سار بها شعري وطار بها ذكري، وقرب من الخليفة مجلسي، وأنا لكما قلت:

  فإن خفيت كان لعينك قرّة ... وإن تبد يوما لم يعمّك عارها

  فما روضة بالحزن طيبة الثرى ... يمجّ الندى جثجاثها وعرارها

  بأطيب من أردان عزّة موهنا ... وقد أوقدت بالمندل اللَّدن نارها

  فقالت: باللَّه ما رأيت شاعرا قطَّ أنقص عقلا منك، ولا أضعف وصفا، أين أنت من سيدك امرئ القيس حيث يقول:

  /

  ألم ترياني كلَّما جئت طارقا ... وجدت بها طيبا وإن لم تطيّب

  فخرج وهو يقول:

  الحقّ أبلج لا يخيل سبيله ... والحقّ يعرفه ذو والألباب⁣(⁣١)

  صوت

  هاك فاشربها خليلي ... في مدى الليل الطويل

  قهوة في ظلّ كرم ... سبيت من نهر بيل⁣(⁣٢)

  في لسان المرء منها ... مثل طعم الزنجبيل

  قل لمن يلحاك فيها ... من فقيه أو نبيل⁣(⁣٣)

  أنت دعها وارج أخرى ... من رحيق السلسبيل

  تعطش اليوم وتسقى ... في غد نعت الطَّلول

  الشعر لآدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، والغناء لإبراهيم الموصلي، هزج بالبنصر عن حبش.

  ولإبراهيم بن المهدي في الخامس والسادس والأوّل خفيف رمل بالوسطى عن الهشامي. ولهاشم فيها ثاني ثقيل بالبنصر، وقيل لعبد الرّحيم⁣(⁣٤).


(١) لا يخيل: لا يشتبه ولا يلتبس.

(٢) سبى الخمر يسبيها: حملها من بلد إلى بلد. نهر بيل: طسوج من سواد بغداد متصل بنهر بوق. وأنشد ياقوت هذه الأبيات في (نهر بيل)، وهي كذلك في «تاريخ بغداد» ٣٤٩١.

(٣) وكذا الرواية في «تاريخ بغداد». وفي «معجم البلدان»: «من وضيع أو نبيل».

(٤) ها، ح: «لعبد الرّحمن».