كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحزين ونسبه

صفحة 231 - الجزء 15

  تعيير العباس بن مرداس لعتيبة بن الحارث

  فقال العبّاس بن مرداس يعيّر عتيبة بن الحارث بفعله:

  كثر الضّجاج وما سمعت بغادر ... كعتيبة بن الحارث بن شهاب

  جلَّلت حنظلة المخانة والخنا ... ودنست آخر هذه الأحقاب⁣(⁣١)

  وأسرتم أنسا فما حاولتم ... بإسار جاركم بني الميقاب

  - الميقاب: التي تلد الحمقى. والوقب: الأحمق -.

  باست التي ولدتك واست معاشر ... تركوك تمرسهم من الأحساب⁣(⁣٢)

  رد عتيبة بن الحارث عليه

  فقال عتيبة بن الحارث:

  /

  غدرتم غدرة وغدرت أخرى ... فليس إلى توافينا سبيل

  كأنّكم غداة بني كلاب ... - تفاقدتم - عليّ لكم دليل

  قوله: تفاقدتم، دعاء عليهم أن يفقد بعضهم بعضا.

  صوت

  وبالعفر دار من جميلة هيجت ... سوالف حبّ في فؤادك منصب⁣(⁣٣)

  وكنت إذا ناءت بها غربة النوى ... شديد القوى لم تدر ما قول مشغب⁣(⁣٤)

  كريمة حرّ الوجه لم تدع هالكا ... من القوم هلكا في غد غير معقب

  أسيلة مجرى الدمع خمصانة الحشا ... بروق الثّنايا ذات خلق مشرعب⁣(⁣٥)

  العفر⁣(⁣٦): منازل لقيس بالعالية. سوالف: مواض. يقول: هيّجت حبّا قد كان ثمّ انقطع. ومنصب: / ذو نصب. ونأت وناءت وبانت⁣(⁣٧) بمعنى واحد، أي بعدت. ومشغب: ذو شغب عليك وخلاف في حبها. ويروى:

  «مشعب» أي متعدّد يصرفك عنها. وقوله: «لم تدع هالكا» أي لم تندب هالكا هلك فلم يخلف غيره / ولم يعقب.

  ومعنى ذلك أنها في عدد وقوم يخلف بعضهم بعضا في المكارم، لا كمن إذا مات سيد قومها أو كريم منهم لم يقم أحد منهم مقامه. والمشرعب: الجسيم الطويل. والشّرعبيّ: الطويل.

  الشعر لطفيل الغنوي، والغناء لجميلة⁣(⁣٨) ثقيل أول بالوسطى عن الهشامي. وذكره حماد عن أبيه لها ولم يجنسه. وروى إسحاق عن أبيه عن سياط عن يونس أنّ هذا أحسن صوت صنعته جميلة.


(١) المخانة: الخيانة: وفي معظم الأصول: «المجانة» صوابه في مب، ها، ف و «النقائض» ٤١١.

(٢) تقدّم مثل هذا في ص ٣٤٠ س ١.

(٣) العفر، بضم العين وسكون الفاء: كثبان حمر بالعالية في بلاد قيس، كما في «معجم ما استعجم»، وقد استشهد بهذا البيت. وفي معظم الأصول: «وبالعقر» بالقاف، صوابه في «المعجم» و «ديوان طفيل» ص ٢، مب، ها، ف.

(٤) في معظم الأصول: «ما ترك»، صوابه من مب، ها، و «الديوان» ص ٢.

(٥) في معظم الأصول: «بدور»، وأثبت ما في مب، ها، ف. وفي «الديوان» ص ٣ و «سمط اللآلئ» ٥٤٥: «برود».

(٦) في معظم الأصول: «العقر». وانظر ما مضى قريبا.

(٧) في معظم الأصول: «ونأيت» ولا وجه له. وأثبت ما في مب، ها، ف.

(٨) لعل في اسمها ما دعا إلى اختيار هذه المقطوعة لطفيل في غنائها.