كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الطفيل الغنوي وأخباره

صفحة 235 - الجزء 15

  /

  ترى العين ما تهوى وفيها زيادة ... من اليمن إذ تبدو وملهى لملعب⁣(⁣١)

  وبيت تهبّ الرّيح في حجراته ... بأرض فضاء بابه لم يحجّب⁣(⁣٢)

  سماوته أسمال برد محبّر ... وصهوته من أتحميّ معصّب⁣(⁣٣)

  سؤال عبد الملك عن أكرم بيت وصفته العرب

  أخبرني عيسى بن الحسين بن الوراق قال: حدّثنا الرياشي عن العتبي عن أبيه قال:

  قال / عبد الملك بن مروان لولده وأهله: أيّ بيت ضربته العرب [على عصابة]⁣(⁣٤) ووصفته أشرف حواء، وأهلا وبناء؟ فقالوا فأكثروا، وتكلَّم من حضر فأطالوا، فقال عبد الملك: أكرم بيت وصفته العرب بيت طفيل الذي يقول فيه:

  وبيت تهبّ الرّيح في حجراته ... بأرض فضاء بابه لم يحجّب

  سماوته أسمال برد محبّر ... وصهوته من أتحميّ معصّب⁣(⁣٥)

  وأطنابه ارسان جرد كأنّها ... صدور القنا من بادئ ومعقّب⁣(⁣٦)

  نصبت على قوم تدرّ رماحهم ... عروق الأعادي من غرير وأشيب⁣(⁣٧)

  شعر طفيل في المن على قبيلتين من العرب

  وقال أبو عمرو الشيباني: كانت فزارة لقيت بني أبي بكر بن كلاب وجيرانهم من محارب، فأوقعت بهم وقعة عظيمة، ثم أدركتهم غنيّ فاستنقذتهم، فلما قتلت طيّئ قيس النّدامى، وقتلت بنو عبس هريم بن سنان بن عمرو بن يربوع بن طريف بن خرشة⁣(⁣٨) بن عبيد بن سعد بن كعب بن جلَّان بن غنم⁣(⁣٩) بن غنيّ، وكان فارسا حسيبا قد ساد ورأس، قتله ابن هدم العبسيّ طريد الملك، فقال له الملك⁣(⁣١٠): كيف قتلته؟ قال: «حملت عليه في الكبّة، وطعنته في السّبّة، حتى خرج الرمح من اللَّبّة⁣(⁣١١). وقتل أسماء بن واقد بن رفيد بن رياح بن يربوع بن ثعلبة بن سعد بن


(١) هذا الصواب من مب، وها، ف، و «الديوان» ٣. وفي معظم الأصول:

يرى السين ما يهوى وفيها زيادة ... من اليمن أن تبدو وملهى وملعب

وفي «تفسير الديوان»: «وفيها لمن أراد اللهو ملهى فملعب».

(٢) الحجرات، بفتحتين: جمع حجرة، بالفتح، وهي الناحية.

(٣) سماوة كل شيء: أعلاه. والمعصب، كأنه مأخوذ من العصب، وهو ضرب من برود اليمن يعصب غزله ويشد ثم يصبغ وينسج فيأتي موشيا، لبقاء ما عصب منه أبيض لم يأخذه صبغ. ويروى: «مشرعب».

(٤) التكملة من مب، ها، ف. والعصابة: الجماعة.

(٥) ما عدا ح، مب: «الحمى»، تحريف. وفي جميع الأصول ما عدا مب، ها، ف: «مصعب».

(٦) البادئ: الذي غزا أول غزوة. والمعقب: الذي غزا غزوة بعد غزوة.

(٧) الغرير: الشاب الذي لا تجربة له. ح: «غرين» وسائر النسخ: «عرين» صوابه في مب، ها، ف و «الديوان» ٤.

(٨) في «الديوان» ١٨: «خرشبة».

(٩) كذا في ح، مب، ها، ف. وفي سائر النسخ: «جلان بن تميم».

(١٠) في «اللسان» (سبب) أنه النعمان بن المنذر.

(١١) الكبة، بالفتح: الحملة في الحرب والدفعة في القتال. والسبة: الاست. واللبة: وسط الصدر والمنحر. وفي «اللسان» (سبب، كبب): «طعنة في السبة». وفي «اللسان» (سبب): «فقلت لأبي حاتم: كيف طعنه في السبة وهو فارس؟ فضحك وقال: انهزم فاتبعه فلما رهقه أكب ليأخذ بمعرفة فرسه فطعنه في سبته».