كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب محمد بن حمزة بن نصير الوصيف وأخباره

صفحة 237 - الجزء 15

٢٢ - نسب محمد بن حمزة بن نصير الوصيف وأخباره

  نسب محمد بن حمزة وتلقيبه وجه القرعة

  هو محمد بن حمزة بن نصير الوصيف مولى المنصور، ويكنى أبا جعفر، ويلقّب وجه القرعة.

  مكانه بين المغنين

  وهو أحد المغنّين الحذّاق الضرّاب الرّواة. وقد أخذ عن إبراهيم الموصلي وطبقته، وكان حسن الأداء طيّب الصوت، لا علَّة فيه، إلا أنّه كان إذا غنّى الهزج خاصّة خرج بسبب لا يعرف⁣(⁣١)، إلا لآفة تعرض للحسّ في جنس من الأجناس فلا يصحّ له بتّة.

  تقدير إسحاق الموصلي له

  فذكر محمد بن الحسن الكاتب أن إسحاق بن محمد الهاشمي حدثه عن أبيه، أنه شهد إسحاق بن إبراهيم الموصليّ عند عمه هارون بن عيسى، وعنده محمد بن الحسن بن مصعب، قال: فأتانا محمد بن حمزة وجه القرعة، فسرّ به عمّي⁣(⁣٢). وكان شرس الخلق أبيّ النفس، فكان إذا سئل الغناء أباه، فإذا أمسك عنه كان هو المبتدئ به، فأمسكنا عنه حتى طلب العود فأتي به فغنّى، وقال:

  مرّبي سرب ظباء ... رائحات من قباء⁣(⁣٣)

  قال: وكان يحسنه ويجيده، فجعل إسحاق يشرب ويستعيده حتّى شرب ثلاثة أرطال ثم قال: أحسنت يا غلام، هذا الغناء لي وأنت تتقدّمني فيه، ولا يخلق الغناء ما دام مثلك ينشأ فيه⁣(⁣٤).

  إعجاب مخارق بغنائه

  قال: وحدثني إسحاق الهاشمي عن أبيه قال:

  كنا في البستان المعروف ببستان خالص النصرانيّ ببغداد، ومعنا محمد بن حمزة وجه القرعة، فيغنّينا⁣(⁣٥) قوله:

  يا دار أقفر رسمها ... بين المحصّب والحجون

  يا بشر إنّي فاعلمي ... واللَّه مجتهدا يميني⁣(⁣٦)


(١) مب، ها، ف: «لا لسبب يعرف».

(٢) في معظم النسخ: «فسمي به عمي» والوجه ما أثبت من مب، ها، ف.

(٣) قباء، بالضم: قرية على ميلين من المدينة.

(٤) هذا الصواب من مب، ها، ف، وفي ب، س: «ينشر لحنه». وفي سائر النسخ: «لعنة». وفي جميع النسخ: «ولأدعن» بدل «ولا يخلق».

(٥) أ، م: «فتغنينا».

(٦) ما عدا ح، م، مب، ها، ف: «مجتهد».