كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب لبيد وأخباره

صفحة 253 - الجزء 15

  سعيد، أنّ لبيدا لما حضرته الوفاة قال لابن أخيه ولم يكن له ولد ذكر: يا بنيّ، إنّ أباك لم يمت ولكنّه فني. فإذا قبض أبوك فأقبله القبلة⁣(⁣١) وسجّه بثوبه، ولا تصرخنّ عليه صارخة، وانظر جفنتيّ اللتين كنت أصنعهما فاصنعهما ثم احملهما إلى المسجد، فإذا سلَّم الإمام فقدّمها إليهم، فإذا طعموا فقل لهم فليحضروا جنازة أخيهم. ثم أنشد قوله:

  وإذا دفنت أباك فاج ... عل فوقه خشبا وطينا⁣(⁣٢)

  وسقائفا صمّاروا ... سيها يسدّدن الغصونا⁣(⁣٣)

  ليقين حرّ الوجه سف ... ساف التّراب ولن يقينا

  قال: وهذه الأبيات من قصيدة طويلة.

  وقد ذكر يونس أنّ لابن سريج لحنا في أبيات من قصيدة لبيد هذه، ولم يجنّسه.

  صوت

  أبنيّ هل أبصرت أع ... مامي بني أمّ البنينا

  وأبي الذي كان الأرا ... مل في الشّتاء له قطينا

  وأبا شريك والمنا ... زل في المضيق إذا لقينا⁣(⁣٤)

  / ما إن رأيت ولا سمع ... ت بمثلهم في العالمينا

  فبقيت بعدهم وكن ... ت بطول صحبتهم ضنينا

  دعني وما ملكت يمي ... ني إن سددت بها الشؤونا⁣(⁣٥)

  وافعل بمالك ما بدا ... لك مستعانا أو معينا

  ما قال من الشعر لابنتيه حين احتضر

  قال: وقال لابنتيه حين احتضر⁣(⁣٦)، وفيه غناء:

  تمنّى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلَّا من ربيعة أو مضر

  فإن حان يوما أن يموت أبوكما ... فلا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر

  وقولا هو المرء الذي لا حليفه ... أضاع، ولا خان الصّديق ولا غدر

  والأنعمان: جبل ببطن عاقل. «رسوم» كذا في «الديوان»، مب، ها، ف. وفي سائر النسخ: «وشوم».


(١) أقبله الشيء: جعله يلي قبالته.

(٢) «الديوان» ص ٤٦ طبع ١٨٨١.

(٣) في معظم الأصول: «رواسبها» صوابه من «الديوان» مب، ها، ف.

(٤) في «الديوان»: «وأبو شريح».

(٥) في «الديوان»: «إن رفعت به شؤونا». مب، ها. «شزونا»، وأثبت ما في سائر النسخ.

(٦) ما عدا مب، ها، ف: «لما حضرته الوفاة».